فضائل سورة الفاتحة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيين سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد، فحديثنا في هذه الحلقة عن فضائل سورة الفاتحة، فمن ذلك أن:
سورة الفاتحة أعظم سورة في القرآن الكريم
عن أبي سعيد بن المعلى رضي الله عنه قال: كنت أصلي في المسجد فدعاني رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فلم أُجبه، فقلت: يا رسول الله، إني كنت أصلي، فقال: "ألم يقل الله: ﴿استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم﴾{الأنفال: 24}؟ ثم قال لي: "لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن قبل أن تخرج من المسجد". ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج قلت له: ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن؟ قال: "الحمد لله رب العالمين، هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته". {أخرجه البخاري وأحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه وابن حبان والدارمي والبيهقي في الشُّعب}
التعليق: قوله صلى الله عليه وسلم: "هي السبع المثاني" أراد به فاتحة الكتاب هي سبع آيات؛ سميت الفاتحة مثاني؛ لأنها تثنى في الصلاة في كل ركعة، وقيل: سميت الفاتحة مثاني؛ لأنها استثنيت لهذه الأمة، لم تنزل على من قبلها، وقيل: سميت مثاني، لما فيها من الثناء على الله، فهي مفاعل من الثناء، والواحد مثنى، وقد وصف القرآن كله بالمثاني.
قال الله تعالى: ﴿الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني﴾ {الزمر: 23}، لأن القصص والأمثال ثنيت فيه، وقد أطلق المثاني على السور التي تقصر عن المئين وتزيد على المفصل، قيل لها مثاني كأن المئين جعلت مبادي والتي تليها مثاني.
وفي الحديث دليل على جواز تفضيل بعض القرآن على بعض. قال ابن التين في الكلام على قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن": معناه أن ثوابها أعظم من غيرها، واستدل به على جواز تفضيل بعض القرآن على بعض، وقد منع ذلك الأشعري وجماعة، لأن المفضول ناقص عن درجة الأفضل، وأسماء الله وصفاته وكلامه لا نقص فيها، وأجابوا عن ذلك بأن معنى التفاضل أن ثواب بعضه أعظم من ثواب بعض، فالتفضيل إنما هو من حيث المعاني لا من حيث الصفة، ويؤيد التفضيل قوله تعالى: ﴿نأت بخير منها أو مثلها﴾، وقد روى ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله: ﴿نأت بخير منها﴾ أي في المنفعة والرفق والرفعة، وفي هذا تعقب على من قال: فيه تقديم وتأخير، والتقدير نأت منها بخير، وهو كما قيل في قوله تعالى: ﴿من جاء بالحسنة فله خير منها﴾، لكن قوله في آية الباب: ﴿أو مثلها﴾ يرجح الاحتمال الأول، فهو المعتمد، والله أعلم. {ذكره ابن حجر في الفتح}.
لا شك أن المعاني تتفاوت وتتفاضل، فمعاني ﴿قل هو الله أحد﴾ أفضل من معاني ﴿تبت يدا أبي لهب﴾، ومعاني ﴿وإلهكم إله واحد ﴾ أفضل من معاني ﴿ثمانية أزواج من الضأن اثنين ومن المعز اثنين﴾ مع أن الكل مشترك في الصفة وهي كونه كلام الله. وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم في مسير له، فنزل، ونزل رجل إلى جانبه فالتفت إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "ألا أخبرك بأفضل القرآن؟" قال: فتلا عليه: ﴿الحمد لله رب العالمين﴾ {أخرجه النسائي في الكبرى وابن حبان والحاكم وصححه وأقره الذهبي والبيهقي في الصغرى وفي شعب الإيمان، وذكره الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة برقم 1499، وقال: الحديث صحيح} وعن عبد الله بن جابر رضي الله عنه قال: انتهيت إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وقد أهراق الماء (أي صبه) فقلت: السلام عليك يا رسول الله، فلم يرد عليَّ، فقلت: السلام عليك يا رسول الله، فلم يرد عليَّ. فقلت: السلام عليك يا رسول الله، فلم يرد عليَّ، فانطلق رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يمشي وأنا خلفه حتى دخل على رحله (أي منزله)، ودخلت أنا المسجد كئيبًا حزينًا، فخرج عليَّ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وقد تطهر فقال: "عليك السلام ورحمة الله، وعليك السلام ورحمة الله، وعليك السلام ورحمة الله". ثم قال: "ألا أخبرك يا عبد الله بن جابر بخير سورة في القرآن الكريم". قلت: بلى يا رسول الله، قال: "اقرأ الحمد لله رب العالمين حتى تختمها".
{أخرجه الإمام أحمد والبيهقي في شعب الإيمان وذكره الحافظ ابن حجر في الإصابة وعزاه للإمام أحمد وإسناده حسن. قال الحافظ ابن كثير بعد أن ذكر هذا الحديث: هذا إسناد جيد}
هي السبع المثاني والقرآن العظيم
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم".
{أخرجه البخاري والترمذي والحاكم والإمام أحمد والدارمي والبغوي في شرح السنة والبيهقي في الصغرى}
التعليق: قال الإمام البخاري في صحيحه: باب ما جاء في فاتحة الكتاب، وسميت أم الكتاب؛ لأنه يبدأ بكتابتها في المصاحف، ويبدأ بقراءتها في الصلاة، قال الحافظ ابن حجر: سميت أم القرآن؛ لاشتمالها على المعاني التي في القرآن، من الثناء على الله تعالى، والتعبد بالأمر والنهي، والوعد والوعيد، وعلى ما فيها من ذكر الذات والصفات والأفعال واشتمالها على ذكر المبدأ والمعاد والمعاش.
قال الحافظ ابن كثير بعد أن ذكر هذا الحديث: هذا نص أن سورة الفاتحة هي السبع المثاني والقرآن العظيم، ولكن لا ينافي وصف غيرها من السبع الطوال بذلك، لما فيها من هذه الصفة كما لا ينافي وصف القرآن بكماله بذلك أيضًا كما قال تعالى: ﴿الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني﴾ {الزمر: 23}، فهو مثاني من وجه، ومتشابه من وجه، وهو القرآن العظيم أيضًا.
ووصف الفاتحة بأنها القرآن العظيم راجع إلى كونها سورة فيه، ولم ينزل مثلها في الكتب المنزلة.
لم ينزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور مثلها.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم خرج على أبيّ بن كعب فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "يا أبيّ وهو يصلي، فالتفت أبيُّ ولم يجبه، وصلى أبيّ فخفف، ثم انصرف إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فقال: السلام عليك يا رسول الله. فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: وعليك السلام، ما منعك يا أبي أن تجيبني إذ دعوتك؟" فقال: يا رسول الله، إني كنت في الصلاة، قال: "أفلم تجد فيما أوحي إليَّ: ﴿استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ﴾ {الأنفال: 24}". قال: بلى ولا أعود إن شاء الله، قال: "تحب أن أعلمك سورة لم ينزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها؟" قال: نعم يا رسول الله، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "كيف تقرأ في الصلاة؟" قال: فقرأ أم القرآن، فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم "والذي نفسي بيده ما أنزلت في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها، وإنها سبع من المثاني والقرآن العظيم الذي أعطيته". {أخرجه النسائي ومالك وأحمد والدارمي والحاكم والبغوي في شرح السنة والبيهقي في السنن الصغير وعبد بن حميد والطحاوي في مشكل الآثار، قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم وأقره الذهبي وقال البغوي: صحيح}.
التعليق: في هذا الحديث الشريف، إرشاد للمؤمنين إلى سرعة الاستجابة لله وللرسول صلى الله عليه وسلم لما في ذلك من الفوائد الكثيرة وأهمها: الحياة الطيبة لقوله تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ﴾ {الأنفال: 24}، وأن الاستجابة للرسول صلى الله عليه وسلم لا تبطل الصلاة إذا كان المنادى عليه يصلي. وفي الحديث إشارة إلى حرص أبيّ بن كعب رضي الله عنه على العلم لقوله صلى الله عليه وسلم له: "أتحب أن أعلمك سورة". فأشار بذلك إلى أنه يعلم ما عنده من الحرص على العلم، وأن يتشوق إلى فضل ما يخبره به ويتطلع إليه حتى يكون أكثر تحصيلاً له، فقال له أبيّ: نعم يا رسول الله. وقال الخطابي: في هذا الحديث دلالة على أن الفاتحة هي القرآن العظيم، وأن الواو في قوله: "إنها السبع المثاني والقرآن العظيم"، ليست عاطفة تفصل بين شيئين وإنما هي التي تجيء بمعنى التفصيل كقوله تعالى: ﴿فيهما فاكهة ونخل ورمان﴾ {الرحمن:68}.
الفاتحة رقية شافية بإذن الله تعالى من الأمراض
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: "انطلق نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في سفرة سافروها، حتى نزلوا على حي من أحياء العرب فاستضافوهم فأبوا أن يضيفوهم، فلدغ سيد ذلك الحي، فسعوا له بكل شيء، لا ينفعه شيء، فقال بعضهم: لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلوا لعله أن يكون عند بعضهم شيء. فأتوهم. فقالوا: يا أيها الرهط إن سيدنا لدغ، وسعينا له بكل شيء لا ينفعه، فهل عند أحد منكم شيء؟ فقال بعضهم: نعم والله، إني لأرقي، ولكن والله لقد استضفناكم فلم تضيفونا، فما أنا براق لكم حتى تجعلوا لنا جعلاً، فصالحوهم على قطيع من الغنم، فانطلق يتفل عليه ويقرأ: ﴿الحمد لله رب العالمين ﴾، فكأنما نشط من عقال، فانطلق يمشي وما به قَلَبةٌ. قال: فأوفوهم جعلهم الذي صالحوهم عليه. فقال بعضهم: اقسموا، فقال الذي رقى: لا تفعلوا حتى نأتي النبي صلى الله عليه وسلم فنذكر له الذي كان فننظر ما يأمرنا. فقدموا على رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فذكروا له، فقال: "وما يدريك أنها رقية؟" ثم قال: "قد أصبتم، اقسموا واضربوا لي معكم سهمًا، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم. {أخرجه البخاري في كتاب الإجارة باب ما يعطى في الرقية على أحياء العرب بفاتحة الكتاب، وكذلك أخرجه في فضائل القرآن، وأخرجه أيضًا في كتاب الطب، وأخرجه مسلم في كتاب السلام باب جواز أخذ الأجرة على الرقية بالقرآن، وأخرجه أبو داود والترمذي والنسائي وابن الجارود في المنتقى وابن ماجه}
التعليق: قد تكرر ذكر الرقية والرقى والاسترقاء في الحديث، والرقية: (هي تلاوة شيء من القرآن أو المأثورات ونحوها على المريض وصاحب الآفة كالحمى والصرع وغير ذلك للشفاء أو الحفظ). والرقية مشروعة بإجماع إذا تحققت فيها شروط معلومة.
قال ابن حجر في الفتح: وقد أجمع العلماء على جواز الرقى عند اجتماع ثلاثة شروط:
أن تكون بكلام الله تعالى وبأسمائه وصفاته وباللسان العربي وبما يعرف معناه وأن يعتقد أن الرقية لا تؤثر بذاتها بل بقدر الله تعالى.
أما عن الحديث فقد قال ابن القيم رحمه الله بعد ذكره: فقد أثر هذا الدواء في هذا الداء وأزاله حتى كأنه لم يكن. وهو أسهل دواء وأيسره، ولو أحسن العبد التداوي بالفاتحة لرأى لها تأثيرًا عجيبًا في الشفاء، ومكثت بمكة مدة يعتريني أدواء (أمراض)، ولا أجد طبيبًا ولا دواء، فكنت أعالج نفسي بالفاتحة فأرى لها تأثيرًا عجيبًا، فكنت أصف ذلك لمن يشتكي ألمًا، فكان كثير منهم يبرأ سريعًا.
وقال رحمه الله في موضع آخر: "وقد قيل: إن موضع الرقية منها (أي من الفاتحة) ﴿إياك نعبد وإياك نستعين ﴾، ولا ريب أن هاتين الكلمتين من أقوى أجزاء هذا الدواء، فإن فيهما من عموم التفويض والتوكل، والالتجاء والاستعانة، والافتقار والطلب والجمع بين أعلى الغايات، وهي عبادة الرب وحده، وأشرف الوسائل وهي الاستعانة به على عبادته ما ليس في غيرها، ولقد مر بي وقت بمكة سقمت فيه، وفقدت الطبيب والدواء، فكنت أتعالج بها، آخذ شربة من ماء زمزم، وأقرؤها عليها مرارًا، ثم أشربه فوجدت بذلك البرء التام، ثم صرت أعتمد ذلك عند كثير من الأوجاع، فانتفع بها غاية الانتفاع". اه. وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنه أن نفرًا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مروا بماء (أي بقوم نزلوا على ماء) فيهم لديغٌ أو سليمٌ (والسليم هو اللديغ؛ سمي بذلك تفاؤلاً من السلامة لكون غالب من يلدغ يعطب)، فعرض لهم رجل من أهل الماء فقال: هل فيكم راقٍ؟ إن في الماء رجلاً لديغًا أو سليمًا فانطلق رجلٌ منهم فقرأ بفاتحة الكتاب على شاءٍ فبرأ فجاء بالشاء إلى أصحابه فكرهوا ذلك وقالوا أخذت على كتاب الله أجرًا؟ حتى قدموا المدينة فقالوا: يا رسول الله، أخذ على كتاب الله أجرًا؟ فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "إن أحق ما أخذتم عليه أجرًا كتاب الله".
{أخرجه البخاري وابن حبان والبيهقي والدارقطني}
التعليق: قال الإمام ابن القيم رحمه الله: إذا ثبت أن لبعض الكلام خواصَّ ومنافع فما الظن بكلام رب العالمين، ثم بالفاتحة التي لم ينزل في القرآن ولا في غيره من الكتب مثلها لتضمنها جميع معاني الكتاب، فقد اشتملت على ذكر أصول أسماء الله ومجامعها، وإثبات المعاد وذكر التوحيد والافتقار إلى الرب في طلب الإعانة به والهداية منه، وذكر أفضل الدعاء وهو طلب الهداية إلى الصراط المستقيم المتضمن كمال معرفته وتوحيده وعبادته بفعل ما أمر به واجتناب ما نهى عنه والاستقامة عليه، ولتضمنها ذكر أصناف الخلائق وقسمتهم إلى: منعم عليه لمعرفته بالحق والعمل به، ومغضوب عليه لعدوله عن الحق بعد معرفته وضال لعدم معرفته له، مع ما تضمنته من إثبات القدر والشرع والمعاد والتوبة وتزكية النفس وإصلاح القلب والرد على جميع أهل البدع.
وحقيق بسورة هذا بعض شأنها أن يستشفى بها من كل داء والله أعلم.
ويستفاد من الحديث جواز الرقية بكتاب الله، ويلتحق به ما كان بالذكر والدعاء المأثور وكذا غير المأثور مما لا يخالف ما في المأثور، وأما الرقى بما سوى ذلك فليس في الحديث ما يثبته وفيه الاجتهاد عند فقد النص، وعظمة القرآن في صدور الصحابة خصوصًا الفاتحة. وفيه أن الرزق المقسوم لا يستطيع من هو في يده منعه ممن قسم له، لأن أولئك منعوا الضيافة وكأن الله قسم للصحابة في ما لهم نصيبًا فمنعوهم فسبب لهم لدغ العقرب حتى سيق لهم ما قسم لهم، وفيه الحكمة البالغة حيث اختص بالعقاب من كان رأسًا في المنع لأن من عادة الناس الائتمار بأمر كبيرهم فلما كان رأسهم في المنع اختص بالعقوبة دونهم جزاء وفاقًا.
وقوله صلى الله عليه وسلم: "إن أحق ما أخذتم عليه أجرًا كتاب الله". هذا تصريح لجواز أخذ الأجرة على الرقية بالفاتحة والذكر، وأنها حلال لا كراهة فيها، وكذا الأجر على تعليم القرآن. قال الترمذي: رخص الشافعي للمعلم أن يأخذ على تعليم القرآن أجرًا ويرى له أن يشترط على ذلك واحتج بحديث أبي سعيد الخدري في الرقية بفاتحة الكتاب. وقال الإمام الزركشي: ويجوز أخذ الأجرة على التعليم، ففي صحيح البخاري: "إن أحق ما أخذتم عليه أجرًا كتاب الله".
إذا قرئت على من به جنون برئ بإذن الله تعالى
عن خارجة بن الصلت التميمي عن عمه أنه أتى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فأسلم، ثم أقبل راجعًا من عنده فمر على قوم عندهم رجل مجنون موثق بالحديد، فقال أهله: إنا حُدثنا أن صاحبكم هذا قد جاء بخير، فهل عندكم شيء تَدَاوَوْنه؟ فرقيته بفاتحة الكتاب فبرأ، فأعطوني مائة شاة، فأتيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فأخبرته فقال: "هل قلت إلا هذا؟" قلت: لا. قال: "خذها فلعمري لمن أكل برقية باطل، لقد أكلت برقية حق". {أخرجه أبو داود والنسائي وأحمد وابن حبان والحاكم وصححه وأقره الذهبي} التعليق: فقوله: "فلعمري لمن أكل برقية باطل" أي من الناس من يأكل برقية باطل كذكر الكواكب والاستعانة بها وبالجن: "لقد أكلت برقية حق"، أي بذكر الله تعالى وكلامه، وإنما حلف بعمره لما أقسم الله به حيث قال: ﴿لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون ﴾ {الحجر: 72}. قال الطيبي: لعله كان مأذونًا بهذا الإقسام وأنه من خصائصه صلى الله عليه وسلم، وقد أقسم الله تعالى بحياته وما أقسم بحياة أحد قط كرامة له صلى الله عليه وسلم. والحمد لله رب العالمين.
IslamQT.Com
الإسلام – القرآن والتفسير
===============
إعداد : مصطفى البصراتي
|