ترجمة امام ابن كثير المكي
اسمه ونسبه
هو أبو معبد عبد الله بن كثير الطائي مولاهم، الفارسي الأَصل، الداري العطّار، مولى عمرو بن علقمة الكناني، ويقال له الداري العطار، نسبة إلى دارين، وقال البخاري: هو قرشي من بني عبد الدار، وقال أبو بكر بن داود: الدار بطنٌ من لخمٍ، منهم تميم الداري. وكان فصيحا بليغا جسيما أبيض اللون طويلا أشهل يخضب بالحناء عليه السكينة والوقار ، وقيل : ( من أراد التمام فليقرأ بقراءة ابن كثير ).
مولده
45هـ/ 665م.
البلد التي ولد فيها
مكة، قال الإمام الشاطبي في مقدمة متن الشاطبية:
وَمَكَّةُ عَبْدُ اللهِ فِيهَا مُقَامُهُ *** هُوَ اُبْنُ كَثِيرٍ كاثِرُ الْقَوْمِ مُعْتَلَى
شيوخه
لقي الإمام ابن كثير بمكة عبد الله ابن الزبير، وأبا أيوب الأنصاري، وأنس بن مالك و، ومجاهد بن جبر، ودرباس مولى عبد الله بن عباس وروى عنهم، وأخذ القراءة عرضًا عن عبد الله بن السائب، فيما قطع به الحافظ أبو عمرو الداني وغيره، وضعف الحافظ أبو العلاء الهمذاني هذا القول وقال: إنه ليس بمشهور عندنا. قلت -أي الإمام الجزري-: وليس ذلك ببعيد، فإنه قد أدرك غير واحد من الصحابة وروى عنهم.
وقد روى ابن مجاهد من طريق الشافعي -رحمه الله- النص على قراءته عليه، وعرض أيضًا على مجاهد بن جبير.
تلاميذه
أشهر تلاميذه راوياه: قنبل؛ وهو محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن خالد بن سعيد بن جرجة المكي المخزومي، توفي سنة 291هـ/ 904م، وله ست وتسعون سنة.
وراويه الآخر البزّي، وهو أحمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن نافع بن أبي بزة بشار الفارسي، كنيته أبو الحسن، توفي سنة 270هـ/ 883م وله ثمانون سنة.
وقد أشار إلى ذلك الإمام الشاطبي بعدما ذكر ابن كثير في مقدمة الشاطبية، فقال:
رَوى أَحْمَدُ الْبَزِّي لَهُ وَمُحَمَّدٌ *** عَلَى سَنَدٍ وَهْوَ المُلَقَّبُ قُنْبُلاَ
وروى القراءة عنه أيضًا إسماعيل بن عبد الله القسط، وإسماعيل بن مسلم، وجرر بن حازم، والحارث بن قدامة، وحماد بن سلمة، وحماد بن زيد، وخالد بن القاسم، والخليل بن أحمد، وسليمان بن المغيرة، وشبل بن عباد، وابنه صدقة بن عبد الله، وطلحة بن عمرو، وعبد الله بن زيد بن يزيد، وعبد الملك بن جريج، وعلي بن الحكم، وعيسى بن عمر الثقفي، والقاسم بن عبد الواحد، وقزعة بن سويد، وقرة بن خالد، ومسلم بن خالد، ومطرف بن معقل، ومعروف بن مشكان، وهارون بن موسى، ووهب بن زمعة، ويعلي بن حكمي، وابن أبي فديك، وابن أبي مليكة، وسفيان بن عيينة.
وفاته
عاش الإمام ابن كثير 75 سنة، وتوفي في مكة سنة 120هـ/ 738م. قال سفيان بن عيينة: حضرت جنازة ابن كثير الداري سنة عشرين ومائة.
ثناء العلماء عليه
قال عنه الإمام الجزري: كان فصيحًا بليغًا مفوهًا، أبيض اللحية طويلاً جسيمًا، أسمر أشهل العينين، يخضب بالحناء، عليه السكينة والوقار.
وقال الأصمعي: قلت لأبي عمرو: قرأت على ابن كثير؟ قال: نعم، ختمت على ابن كثير بعدما ختمت على مجاهد، وكان ابن كثير أعلم بالعربية من مجاهد.
وقال ابن مجاهد: ولم يزل عبد الله -أي ابن كثير- هو الإمام المجتمع عليه في القراءة بمكة حتى مات.
الإسلام – القرآن والتفسير
IslamQT.Com
=================
المراجع:
- العبر في خبر من غبر ... الذهبي.
- الوافي بالوفيات ... الصفدي.
- وفيات الأعيان ... ابن خلكان.
- غاية النهاية في طبقات القرّاء ... ابن الجزري.
|