أولاً: الفرق بين التفسير الموضوعي والتفسير التحليلي 1- في التفسير التحليلي يلتزم المفسر بالترتيب التوقيفي للآيات والسور كما هو في المصحف. أما في التفسير الموضوعي فلا يلتزم ذلك الترتيب، وإنما يلتزم بترتيب آيات الموضوع المزمع دراسته حسب نزولها على النبي صلى الله عليه وسلم ، بعد تجميعها وانتزاعها من سورها. 2- في التفسير التحليلي: يتعرض المفسر للحديث عن عدة موضوعات بحسب ما يرد في الآيات أو السور التي يتناولها بالتفسير. أما في التفسير الموضوعي: فلا يتعرض المفسر لغير، موضوعه، وما يدور في فلكه من أبحاث تخدم موضوعه الذي شرع في دراسته، وبذلك يتمكن من علاج موضوعات كثيرة، كل موضوع منها قائم بنفسه لا يتصل بسواه، ولا يختلط بغيره، فيعرف الناس موضوعات القرآن بعناوينها الواضحة، ويعرفون مقدار صلة القرآن بحياتهم الواقعية( 1). 3- في التفسير التحليلي: يتعرض المفسر للألفاظ والآيات القرآنية بالشرح والتحليل بما يتفق ومنهجه التفسيري، وثقافته الخاصة. أما في التفسير الموضوعي: فلا يشرح من ذلك إلا ما يحتاجه للوصول لغرضه ويكشف له عن غوامض موضوعه. 4- في التفسير الموضوعي: يمكن أن تنظم الموضوعات القرآنية، على هيئة أبحاث مستقلة ـ كما سبقت الإشارة ـ ينفرد بعضها عن بعض بالبحث والدراسة التي تظهر هداية القرآن على الوجه الذي يطمئن إليه القلب وبشق طريق الحياة لصاحبها، ويلهمه الرشد والسداد. أما في التفسير التحليلي وبأساليبه المختلفة: يصب على الناظر أن يجد ذلك. ثم إننا نجد فوق ذلك: أن المنهج التحليلي: هو المعروف من القديم، والذي تزخر المكتبة القرآنية بالتفاسير التي التزمت به. أما الموضوعي: فهو ـ وإن وجدت له في القديم بذوره، وألفت فيه بعض الكتب، إلا أنه ـ لم يأخذ طابعيه النهائي بعد، ومازالت المكتبة الإسلامية القرآنية تتطلع إلى الكثير من أبحاثه، يترجم هذا التطلع الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية بقوله: "نود بكل الصدق والإخلاص أن تتضافر جهود العلماء والباحثين على المستوى الفردي والجماعي على هذا اللون من التفسير للتكامل مكتبة جليلة في البحوث القرآنية"( 2). ثانياً: الفرق بين التفسير الموضوعي وبين التفسير الإجمالي 1- بينما يجد المفسر حسب منهج التفسير الموضعي يهدف إلى: موضوع واحد متتبعاً لآياته حيثما كانت، في مكي القرآن أو مدنية بغض النظر عن ترتيبها المصحفي. نجد أن صاحب التفسير الإجمالي ـ وإن كان: يعمد إلى الآيات القرآنية، قاصداً إلى معاني جملها، متتبعاً ما ترمي إليه من مقاصد، وتهدف إلهي الجمل من معان، مبيناً لهذه المقاصد، وموضحاً لهذه المعاني، بوضع كل ذلك في إطار من العبارات التي يصوغها من ألفاظه( 3)، فإن ـ يسير في تحقيق هدفه هذا غير مخالف ترتيب المصحف، بل متبعاً له كما هو موجود في المصحف العثماني. 2- في التفسير الموضوعي: يهدف الباحث إلى خدمة موضوع واحد، ويظل ملتزماً بالعمل في إطاره، حتى يتم له بحثه وتوضيحه في منهجيه وموضوعية تمكنه من إبراز كل نواحيه، وتوضيح كل خوافيه، كما تمكنه من الدفاع عنه إذا تطلب الأمر. أما في التفسير الإجمالي: فإن المفسر لا يهدف إلى موضوع واحد، بل هو يتناول في تفسيره كل ما تشير إليه الآيات ـ بترتيبها المصحفي ـ من موضوعها دون أن يربط هذه الآية الواردة في هذا الموضوع بالأخرى التي في نفس الموضوع إلا إذا كانت بطريقة إجمالية، تستسيغها الجماهير، ويدركها من له من العلم زاد قليل. ثالثاً: الفرق بين التفسير الموضوعي وبين التفسير المقارن 1- إن التفسير الموضوعي ـ كما قدمنا ـ يهدف إلى دراسة موضوع قرآني واحد. بينما يهف التفسير المقارن إلى "بيان الآيات القرآنية على وفق ما كتبه جمع من المفسرين( 4). 2- أن التفسير الموضوعي كي يصل الباحث فيه إلى الهدف: لابد من جمع الآيات القرآنية التي تتصل بنفس موضوع البحث، وتكوين الموضوع القرآني على ضوئها، والعمل لخدمته تحت ظلال مفاهيمها. بينما الباحث في التفسير المقارن كي يصل إلى هدفه "لابد أن يعمد إلى جملة من الآيات القرآنية في مكان واحد، مستطلعاً آراء المفسرين الذين كثيراً في هذه الجملة من الآيات سواء كانوا من السلف، أم من الخلف... الخ ويوازن بين هذه الاتجاهات المختلفة، والمشارب المتنوعة، فيما سلكه كل منهم في تفسيره، وما انتهجه في مسلكه"( 5). الإسلام – القرآن والتفسير
IslamQT.Com
============== ( 1) الشيخ شلتوت: من هدى القرآن ص324. ( 2) الدكتور: محمد عبد الرحمن بيصار. مقدمة "الإنسان في القرآن" ص 3. ( 3) دكتور: أحمد السيد الكرمي. التفسير الموضوعي ص6. ( 4) المرجع السابق ص7. ( 5) نفس المرجع. د/عبدالحى الفرماوى (البداية فى التفسير الموضوعى)
|