النِّسيان: ضدُّ الذِّكْر والحِفظ. والنِّسيانُ: الترك(1). وهو تركُ الإنسان ضبط ما استُودِع، إما لضعف قلبه، وإما عن غفلة، وإما عن قصد حتى ينحَذِِف عن القلب ذِكرٌ. والنِّسيان أنواع: الأول: ما كان أصله عن تعمُّد: وهو كل نسيان من الإنسان ذمَّه الله ـ تعالى ـ به. الثاني: ما عُذِرَ فيه الإنسان(2). وهو ما عرّفه ابن رجب ـ رحمه الله ـ فقال: (أن يكون ذاكـراً لشـيءٍ، فينـساه عند الفعل وهو معفوٌّ عنه، بمعنى: أنه لا إثم فيه، ولكن الإثم لا ينافي أن يترتّب على نسيانه حكم)(3). (والنِّسْيُ: ما نُسِي وما سَقَط في منازل الـمُرتحلين من رُذال أمتعتهم. وفي حديث عائشة ـ رضي الله عنها ـ: «وَدِدْتُ أني كنتُ نِسياً مَنْسِيّاً» أي: شيئاً حقيراً مُطَّرَحاً لا يُلْتفت إليه)(4). وللنِّسيان صور ، منها: ü أولاً: نسيان النفس: كيف ينسى العبد نفسه؟ قال ـ تعالى ـ: {نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ} [التوبة: 67]، وقال أيضاً: {وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [الحشر: 19]. فعاقب ـ سبحانه ـ من نَسِيَهُ عقوبتين: إحداهما: أنه نَسِيَهُ. والثانية: أنه أنساه نفسه. ونسيانه ـ سبحانه ـ للعبد إهماله وتركه وتخلِّيه عنه وإضاعته، فالهلاك أدنى إليه من اليد للفم. وأما إنساؤه نفسه فهو: 1 ـ إنساؤه لحظوظها العالية، وأسباب سعادتها وفلاحها وما تكمل به، ينسيه ذلك جميعه فلا يخطره بباله، ولا يجعله على ذكره، ولا يصرف إليه همّته فيرغب فيه، فإنه لا يمرُّ بباله حتى يقصده ويؤثره. 2 ـ وأيضاً يُنسيه عيوب نفسه ونقصها وآفاتها، فلا يخطر بباله إزالتها. 3 ـ وأيضاً يُنسيه أمراض قلبه وآلامها، فلا يخطر بقلبه مداواتها، والسعي في إزالة عِلَلِها وأمراضها التي تؤول به إلى الفساد والهلاك، فهو مريض مُثخن بالمرض، ومرضه مترامٍ به إلى التلف، ولا يشعر بمرضه، ولا يخطر بباله مداواته، وهذا من أعظم العقوبة العامة والخاصة. 4 ـ وأيضاً يُنسيه العقد الذي عقده لنفسه في هذه الدار، والتجارة التي اتّجر فيها لمعاده، فإن كل أحد يتجر في هذه الدنيا لآخرته. قال ـ تعالى ـ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} [الصف: 10]. فالنِّسيان يؤدي إلى نسيان العبد حظَّه من هذه التجارة الرابحة، وتشكّله بالتجارة الخاسرة، وكفى بذلك عقوبة. وأيُّ عقوبة أعظم من عقوبة مَنْ أهمل نفسه وضيّعها، ونسيَ مصالحها، وداءها ودواءها، وأسباب سعادتها وفلاحها وصلاحها وحياتها الأبدية في النعيم الـمُقيم(1). وقال ـ تعالى ـ: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ} [البقرة: 44]. قال الطبري ـ رحمه الله ـ: (وتتركون أنفسكم من طاعته)(2). وقال القرطبي ـ رحمه الله ـ: (اعلم ـ وفقك الله تعالى ـ أن التوبيخ في الآية بسبب ترك فعل البرِّ، لا بسبب الأمر بالبرِّ، ولهذا ذمَّ الله ـ تعالى ـ في كتابه قوماً كانوا يأمرون بأعمال البرِّ ولا يعملون بها، ووبّخهم الله توبيخاً يُتلى على طول الدهر إلى يوم القيامة)(3). ü أثر مخالفة القول الفعل على المدعوين: (والدعوة إلى البرِّ والمخالفة عنه في سلوك الداعين إليه، هي الآفة التي تصيب النفوس بالشك، لا في الدعاة وحدهم ولكن في الدعوات ذاتها. وهي تبلبل قلوب وأفكار الناس وأفكارهم؛ لأنهم يسمعون قولاً جميلاً، ويشهدون فعلاً قبيحاً، فتتملّكهم الحيرة بين القول والفعل، وتخبو في أرواحهم الشعلة التي توقدها العقيدة، وينطفئ في قلوبهم النور الذي يُشعه الإيمان ولا يعودون يثقون في هذا الدين بعد ما فقدوا ثقتهم برجال الدين. إن الكلمة لتنبعث ميتة، وتصل هامدة، مهما تكن طنّانة رنّانة متحمسة، إذا هي لم تنبعث من قلب يؤمن بها. ولن يؤمن إنسان بما يقول حقاً إلا أن يستحيل هو ترجمة حية لما يقول، وتجسيماً واقعياً لما ينطق، عندئذ يؤمن الناس، ويثق الناس، ولو لم يكن في تلك الكلمة طنين ولا بريق.. إنها حينئذ تستمدُّ قوتـها مـن واقـعها لا من زينـتها، وتستمدُّ جمالها من صدقها لا من بريقها، إنها يومئذ دفعة حياة؛ لأنها منبثقة من حياة)(4). عقوبة من يأمر بالمعروف ولا يفعله، وينهى عن المنكر ويفعله: عـن أسـامة بن زيد ـ رضي الله عنهما ـ قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «يُؤتى بالرجل يوم القيامة، فيُلقى في النار، فتندلق أقتاب بطنه، فيدور بها كما يدور الحمار بالرّحى، فيجتمع إليه أهل النار، فيقولون: يا فلان! ما لك؟ ألم تكن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ فيقول: بلى؛ قد كنت آمر بالمعروف ولا آتيه، وأنهى عن المنكر وآتيه»(5). وعــن أنــس بــن مــالك ـ رضـي الله عنه ـ قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «رأيت ليلة أُسري بي رجالاً تُقرض شفاههم بمقارض من نار، فقلت: مَنْ هؤلاء يا جبريل؟ فقال: الخطباء من أمتك، يـأمـرون النـاس بالبـرِّ وينـسون أنفسـهم وهـم يتلون الكتاب أفلا يعقلون»(6). ü كيف نطابق بين القول والفعل؟ (والمطابقة بين القول والفعل، وبين العقيدة والسلوك، ليست أمراً هيّناً ولا طريقاً مُعبّداً، إنها في حاجة إلى رياضة وجهد ومحاولة، وإلى صلة بالله، واستمداد منه، واستعانة بهديه. والفرد الفاني ما لم يتصل بالقوة الخالدة ضعيف مهما كانت قوته؛ لأن قوى الشرّ والطغيان والإغواء أكبر منه، وقد تغالبها مرة ومرة ومرة، ولكن لحظة ضعف تنتابه فيتخاذل ويتهاوى، ويخسر ماضيه وحاضره ومستقبله، فأما وهو يركن إلى قوة الأزل والأبد فهو قوي، أقوى من كل قوى. قوي على شهوته وضعفه. قوي على ضروراته واضطراراته. قوي على ذوي القوة الذين يواجهونه)(7). قال أبو الدرداء ـ رضي الله عنه ـ: «لا يفقه الرجل كل الفقه حتى يمقت الناس في ذات الله، ثم يرجع إلى نفسه فيكون لها أشدّ مقتاً». وقال أبو جريج: (أهلُ الكتاب والمنافقون كانوا يأمرون الناس بالصوم والصلاة، ويَدَعون العمل بما يأمرون به الناس، فعيَّرهم الله بذلك، فمن أمر بخير فليكن أشدَّ الناس فيه مُسارعة)(8). ثانياً: نسيان الله: قال ـ تعالى ـ: {الْـمُنَافِقُونَ وَالْـمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْـمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْـمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إنَّ الْـمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [التوبة: 67]. قال الطبري ـ رحمه الله ـ: (تركوا طاعة الله، فتركهم من رحمته وهدايته)(9). وقال الألوسي ـ رحمه الله ـ: (المراد لم يطيعوه ـ سبحانه ـ، «فنسيهم» منع لطفه وفضله عنهم)(10). وقال السعدي ـ رحمه الله ـ: (فنسيهم من رحمته، فلا يوفقهم لخير، ولا يدخلهم الجنة، بل يتركهم في الدرك الأسفل من النار خالدين فيها مخلَّدين)(11). لأنهـم لا يحسـبون إلا حسـاب النـاس وحساب المصلحة، ولا يخشون إلا الأقوياء من الناس، يذلّون لهم ويدارونهم، فنسيهم الله، فلا وزن لهم ولا اعتبار. وإنهم لكذلك في الدنيا بين الناس، وإنهم لكذلك في الآخرة عند الله. وما يحسب الناس حساباً إلا للأقوياء الصُّرحاء، الذين يجهرون بآرائهم، ويقفون خلف عقائدهم، ويواجهون الدنيا بأفكارهم، ويحاربون أو يسالمون في وضح النهار. أولئك ينسون الناس ليذكروا إله الناس، فلا يخشون في الحق لومة لائم، وأولئك يذكرهم الله فيذكرهم الناس ويحسبون حسابهم(1). باعوا النفس لربّها وتذوَّقوا طعمَ الشهادة وهو حلو مذاق
فازوا بـها فكأنها وكأنهـم مشتاقة تســــعى لمشتاق
(2) وقال ـ تعالى ـ: {وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [الحشر: 19]. (وليحذر العبد أن يُشابه قوماً نسوا الله، وغفلوا عن ذكره، والقيام بحقِّه، وأقبلوا على حظوظ أنفسهم وشهواتها فلم ينجحوا ولم يحصلوا على طائل. بل أنساهم الله مصالح أنفسهم وأغفلهم عن منافعها وفوائدها فصار أمرهم فُرُطاً، فرجعوا بخسارة الدَّارين، وغبنوا غبناً لا يمكن تداركه، ولا يجبر كسره. فالذي ينسى الله يهيم في هذه الحياة بلا رابطة تشدُّه إلى أفق أعلى، وبلا هدف يردعه عن السائمة التي ترعى. وفي هذا نسيان لإنسانيته. وهذه الحقيقة تضاف إليها أو تنشأ عنها حقيقة أُخرى وهي نسيان هذا المخلوق لنفسه فلا يدّخِر لها زاداً للحياة الطويلة الباقية، ولا ينظر فيما قدم لها في الغداة من رصيد)(3). (ومـن أعـظـم العقـوبات نسيان العبد لنفسه، وإهماله لها أو إضاعته حظَّها ونصيبها من الله، وبيعه ذلك بالغبن والهوان وأبخس الثمن، فضيّعَ من لا غنى عنه ولا عوض له منه واستبدل به عنه كل الغنى أو منه كل العوض. قيل:
من كل شيء ضيعته عوض وما من الله إن ضيعته عوض
فالله ـ سبحانه ـ يعوض عن كل ما سواه ولا يعوض منه شيء. ويغني عن كل ما سواه ولا يغني عنه شيء. ويجير من كل شيء ولا يجير منه شيء. ويمنع من كل شيء ولا يمنع منه شيء. فكيف يستغني العبد عن طاعة مَنْ هذا شأنه طَرْفة عين؟ وكيف ينسى ذكره ويضيع أمره حتى ينسيه نفسه، فيخسرها ويظلمها أعظم الظلم؟ فما ظلم العبد ربه ولكن ظلم نفسه، وما ظلمه ربه ولكن هو الذي ظلم نفسه)(4). ثالثاً: نسيان عهد الله: {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ} [المائدة: 13]. أي: (تركوا نصيباً من أوامر الله وأحكامه فلم يعملوا بها)(5). (أي: نسوا عهد الله الذي أخذه الأنبياء عليهم من الإيمان بمحمد -صلى الله عليه وسلم- وبيان نعته)(6). (فإنهم ذُكِّروا بالتوراة، وبما أنُزل على موسى فنسوا حظّاً منه. وهذا شامل لنسيان علمه، وأنهم نسوه، وضاع عنهم، ولم يوجد كثير مما أنساهم الله إياه، عقوبة منه لهم. وشامل لنسيان العمل، الذي هو الترك، فلم يُوفقوا للقيام بما أُمِروا به)(7). (فهذه سِمَات يهود التي لا تفارقهم... نسيان وإهمال لأوامر دينـهم وشـريعتـهم، وعـدم تنفـيذها في حيـاتهم ومجتمعهم؛ لأن تنفيذها في حياتهم يكلِّفهم الاستقامة على منهج الله الطاهر النظيف القويم)(8). رابعاً: نسيان اليوم الآخر: قال ـ تعالى ـ: {الَّذِينَ اتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَهْواً وَلَعِباً وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُواْ لِقَاء يَوْمِهِمْ هَـذَا وَمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ} [الأعراف: 51]. وقال ـ تعالى ـ: {إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ} [ص: 26]. وقال ـ تعالى ـ: {فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [السجدة: 14]. وقال ـ تعالى ـ: {وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا وَمَأْوَاكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَ} [الجاثية: 34]. قال الطبري ـ رحمه الله ـ: (ففي هذا اليوم ـ يوم القيامة ـ نتركهم في العذاب جياعاً عِطاشاً، كما تركوا العمل للقاء يومهم هذا)(9). و كأنهـم لم يُخـلقوا إلا للدنيا، وليس أمامهم عَرْض ولا جزاء. خامساً: نسيان آيات الله: قال ـ تعالى ـ: {قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى} [طه: 126]. (أي: دلالاتنا على وحدانيتنا وقدرتنا، «فنسيتها» أي: تركتها ولم تنظر فيها وأعرضت عنها، «وكذلك اليوم تُنسى» أي: تُترك في عذاب جهنم)(10). سادساً: القعود مع الظالمين ونسيان النهي عن ذلك: قال ـ تعالى ـ: {وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} [الأنعام: 68]. قال الطبري ـ رحمه الله ـ: (وإن أنساك الشيطان نهيَنا عن الجلوس معهم، ثم ذكرت ذلك فلا تقعد بعد التذكر معهم، وليس على من اتقى الله فأطاعه شيء من التبعة والإثم، إذا اجتنبهم وأعرض عنهم)(1). (والمراد بذلك كل فرد من آحاد الأمة أن لا يجلس مع المكذبين الذين يحرفون آيات الله ويضعونها على غير موضعها)(2). (ويشمل الخائضين بالباطل، وكل مُتكلِّم بمُحرَّم، أو فاعل لـمُحرَّم، فإنه يحرم الجلوس والحضور عند حضور المنكر الذي لا يقدر على إزالته. هذا النهي والتحريم عمن جلس معهم ولم يستعمل تقوى الله، بأن كان يشاركهم في القول والعمل الـمُحرَّم، أو يسكُت عنهم وعن الإنكار. فإن استعمل تقوى الله ـ تعالى ـ بأن يأمرهم بالخير وينهاهم عن الشر والكلام الذي يصدر منهم، فيترتب على ذلك زواله وتخفيفه فهذا ليس عليه حرج ولا إثم)(3). ü من أسباب النّسيان: أولاً: استحواذ الشيطان على القلب: (قال ـ تعالى ـ: {اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ} [المجادلة: 19]. الحوذ: أن يتبع السائق حوذ البعير، أي: أدبار فخذيه فيعنف في سوقه، يُقال: حاذ الإبل يحوذها أي: ساقها سوقاً عنيفاً. وقال الأصمعي: الأحوذي: هو المشمِّر في الأمور القاهر لها الذي لا يشذ عنه منها شيء. وقالت عائشة ـ رضي الله عنها ـ عن عمر بن الخطاب: كان أحوذياً نسيج وحده)(4). (غـلـب على قولهـم بوسـوستـه وتزيـيـنه حـتـى اتبعوه فـكان مسـتـويـاً عليــهم، فلم يمـكنهـم مـن ذكره ـ عـزَّ وجـلَّ ـ بمـا زيّـن لهـم مـن الشهوات، فهم لا يذكرونه أصلاً لا بقلوبهم ولا بألسنتهم)(5). وقال ـ تعالى ـ: {فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ} [يوسف: 42]. وقال ـ تعالى ـ: {مَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ} [الكهف: 63]. ثانياً: ترك التقوى: قال ـ تعالى ـ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ * وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [الحشر: 18 - 19]. (أمر ـ سبحانه ـ بتقواه ونهى أن يتشبّه عباده المؤمنون بمن نَسِيَه بترك تقواه. وأخبر أنه عاقب من ترك التقوى بأن أنساه نفسه، أي: أنساه مصالحها، ونعيمها، فأنساه الله ذلك كله جزاء لما نَسِيَه من عظمته وخوفه والقيام بأمره)(6). ثالثاً: الترف والنعيم: قال ـ تعالى ـ: {وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِّنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِن قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَاداً لِّيُضِلَّ عَن سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلاً إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ} [الزمر: 8]. وإذا أصاب الإنسانَ بلاءٌ وشدة ومرض تَذكَّر ربه، فاستغاث به ودعاه، ثم إذا أجابه وكشف عنه ضرَّه، ومنحه نِعَمه، نَسِيَ دعاءه لربه في حال الرفاهية. رابعاً: التمتُّع بالمال والعافية: قال ـ تعالى ـ: {قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاء وَلَكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْماً بُوراً} [الفرقان: 18]. أي: طال عليهم العمر حتى نسوا ما أنزلته إليهم على ألسنة رسلك من الدعوة إلى عبادتك وحدك لا شريك لك، حتى ساروا هلكى لا خير فيهم(7). ü آثار النسيان: أولاً: الاستدراج: قال ـ تعالى ـ: {فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ } [الأنعام: 44]. (أي: أعرضوا عنه وتناسوه وجعلوه وراء ظهورهم، «فتحنا عليهم أبواب كل شيء» أي: فتـحنا علـيهم أبـواب الرزق من كل ما يختارون)(8). وهذا استدراج منه ـ تعالى ـ وإملاء لهم، عياذاً بالله من مكروه. قال الحسن البصري ـ رحمه الله ـ: (مُكِرَ بالقوم وربِّ الكعبة، أُعطوا حاجتهم ثم أُخِذوا). وقال قتادة ـ رحمه الله ـ: (بَغَتَ القوم أمر الله، وما أخذ الله قوماً قط إلا عند سكرتهم وغرتهم ونعمتهم، فلا تغتروا بالله فإنه لا يغترّ بالله إلا القوم الفاسقون)(9). ثانياً: ضعف الإرادة: قال ـ تعالى ـ: {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً} [طه: 115]. (ولقد وصينا آدم، وأمرناه وعهدنا إليه عهداً يقوم به، فالتزمه وأذعن له، وانقاد، وعزم على القيام به ومع ذلك نَسِيَ ما أُمر به، وانتقضت عزيمته الـمُحكمة فجرى عليه ما جرى، فصار عبرة لذرِّيته وصارت طبائعهم مثل طبيعة آدم، فنَسِيَ، فنَسِيَت ذرِّيته، فخطئ فخطئوا، ولم يثبت على العزم المؤكد وهم كذلك، وبادر بالتوبة من خطيئته، وأقرَّ بها واعترف، فغفرت له، ومن شابَه أباه فما ظلم)(1). (وعهد آدم كان الأكل من كل الثمار سوى شجرة واحدة، تمثل المحظور الذي لا بدَّ منه لتربية الإرادة وتأكيد الشخصية، والتـحرر من رغائـب النفس وشهواتها بالـقدر الذي يحفـظ للروح الإنسـانية حريـة الانطلاق من الضرورات عندما تريد، فلا تستعبدها الرغائب وتقهرها. وهذا هو المقياس الذي لا يخطئ في قياس الرُّقي البشري، فكلما كانت النفس أقدر على ضبط رغائبها والتحكم فيها والاستعلاء عليها كانت أعلى في سُلّم الرُّقي البشريّ، وكلما ضعفت أمام الرغبة وتهاوت كانت أقرب إلى البهيمية وإلى المدارج الأولى. من أجل ذلك شاءت العناية الإلهية التي ترعى هذا الكائن الإنساني أن تعده لخلافة الأرض باختبار إرادته وتنبيه قوة المقاومة فيه، وفتح عينيه على ما ينتظره من صراع بين الرغائب التي يزينها الشيطان، وإرادته وعهده للرحمن، وها هي التجربة الأولى تُعلن نتيجتها)(2). ü نسيان الرُّسل والأنبياء: أولاً: نسيان آدم ـ عليه السلام ـ(3): قال ـ تعالى ـ: {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً} [طه: 115]. ثانياً: نسيان موسى ـ عليه السلام ـ عهده مع العبد الصالح «الخضر»: {قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْراً}. [الكهف: 73] (أي: لا تُعَسّر عليَّ الأمر، واسمح لي، فإن ذلك وقع على وجه النِّسيان، فلا تؤاخذني في أول مرة، فجمع بين الإقرار به والعذر منه، وأنه ما ينبغي لك أيها الخضر الشدة على صاحبك، فسمح عنه الخضر)(4). قـال القرطـبي ـ رحـمـه الله ـ: (فيه دليل على أن النِّسيان لا يقتضي المؤاخذة، وأنه لا يدخل تحت التكليف ولا يتعلق به حكم)(5). ثالثاً: نسيان يوشع بن نون: قال ـ تعالى ـ على لسان يوشع بن نون: {قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَباً} [الكهف: 63]. (قال له خادمه: أَتذكُرُ حين لجأنا إلى الصخرة التي اسـترحنا عندها؟ فإني نسيت أن أخبرك ما كان من الحوت، وما أنساني أن أذكر ذلك لك إلا الشيطان، فإن الحوت الميت دبَّتْ فيه الحياة، وقفز في البحر، واتخذ له فيه طريقاً، وكان أمره مما يُعْجَبُ منه)(6). رابعاً: نسيان نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-: من ذلك: 1 ـ «... صلى الظهر خمساً»(7). 2 ـ «.. وقام في ثنتين من الظهر ونسيَ الجلوس»(8). ü النّسيان لا يجوز في حق الله: قال ـ تعالى ـ: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً} [مريم: 64]. وقال ـ تعالى ـ: {لا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى} [طه: 52]. (أي: لا يشـذ عـنه شـيء، ولا يفـوتـه صـغـير ولا كبـيـر، ولا ينسى شيئاً، ويصف علمه ـ تعالى ـ بأنه بكل شيء محيط وأنه لا ينسى شيئاً ـ تبارك وتعالى، وتقدّس وتنزّه ـ، فإن علم المخلوق يعتريه نَقْصان: أحدهما: عدم الإحاطة بالشيء. والآخر: نسيانه بعد علمه. فنزّه نفسه عن ذلك)(9). ü علاج النّسيان: أولاً: ذكر الله: قال ـ تعالى ـ: {وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ} [الكهف: 24]. يؤخـذ من عمـوم النص: (الأمر بذكر الله عند النِّسيان، فإنـه يزيلـه، ويُـذكّر العــبد ما سَـهَا عنـه، وكذلك يؤمر السـاهي الناسي لذكر الله، أن يذكر ربه ولا يكونن من الغافلين)(10). قال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ: «في الرجل يحلف قال له أن يستثني ولو إلى سنة»(11). ثانياً: الدعاء: عـن الأعرج قال: سمعت أبا هريرة ـ رضي الله عنه ـ يقول: إنكم تزعمون أن أبا هريرة يُكثر الحديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، والله الـمَوْعِدُ، كنتُ رجلاً مسكيناً، أخدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على ملء بطني، وكان المهاجرون يشغلهم الصَّفْقُ بالأسواق، وكانت الأنصار يشغلهم القيام على أموالهم، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من يبسط ثوبه فلن ينسى شيئاً سمعه مني»، فبسطت ثوبي حتى قـضى حـديـثه، ثم ضمـمته إليّ، فما نسيت شيئاً سمعته منه(1). ثالثاً: الاستعاذة من الشيطان: لقوله ـ تعالى ـ: {فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ} [يوسف: 42]. رابعاً: ترك المعاصي: وقد أشار إليه الإمام الشافعي ـ رحمه الله ـ حين قال:
شكوتُ إلى وكيعٍ سوءَ حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخبرني بأن العلمَ نــــورٌ ونورُ الله لا يُهدى لعاصـي
وقــال:
سهري لتنقيح العلوم ألذُّ من وَصْلِ غانية وطيب عنــــاق
ونقري لألقي الترب عن أوراقها أبهى من الدوكاء(2) والعشاق
وأبيتُ سهران الدّجى وتبيته نوماً وتبغي بعد ذاك لحــــاقي
خامساً: تفريغ القلب من الشواغل الدنيوية. وهناك أمور أخرى تساعد على التذكر وعدم النِّسيان، منها: ـ تكـرار قراءة الشيء بوعي، وخصوصاً القرآن الكريم؛ فإن القارئ الذي لا يتـعاهد القـرآن يتـفلت منـه، وقارئ القرآن لا يخرف. ـ كتابة ما يريد حفظه أو تذكره، فتقييد العلم بالكتابة. ـ التؤدة والـتأنِّي أو التمهُّل. ـ الراحة العقلية والقلبية والبدنية: وعدم الإجهاد الذي يكون بإفراط، وفي أول الأمر وآخره. تجمع بين شيئين، الطاعة مع الاهتمام والجِدّ والاجتهاد فذلك يجعل الإنسان ذاكراً متذكراً. ü من فضل الله على الأمة الإسلامية: أولاً: تعليمهم الطلب ليعطيهم، ويرشدهم للسؤال ليثيبهم: قال ـ تعالى ـ على لسان المؤمنين: {رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} [البقرة: 286]. هذا تعليم للعباد كيف يكون الدعاء: (أي قولوا: «يا ربنا اصفح عنا، ولا تعاقبنا على شيء قصَّرنا فيه، أو أخطأنا في فعله على غير قصد منا إلى المعصية»(3). أو تركنا فرضاً على جهة النِّسيان أو فعلنا حراماً كذلك أو أخطأنا أي: الصواب في العمل جهلاً منا بوجهه الشرعي)(4). وهذا في غاية الكرم ونهاية الإحسان، يُعلِّمهم الطلب ليعطيهم، ويرشدهم للسؤال ليثيبهم، ولذلك قيل:
لو لم تُرِد نيل ما أرجو طلبه من فيض جودك ما علمتني الطَّلبا(5)
(وهذا الدعاء يصوِّر لنا حال المؤمنين مع ربهم، وإدراكهم لضعفهم وعجزهم، وحاجتهم إلى رحمته وعفوه، وإلى مدده ودعوته، وإلصاق ظهورهم إلى ركنه، والتجائهم إلى كنفه، وانتسابهم إليه، وتجرُّدهم من كل ما عداه، واستعدادهم للجهاد في سبيله، واستمدادهم النصر منه. فدائرة الخطأ والنسيان هي التي تحكم تصرف المسلم حين ينتابه الضعف البشري الذي لا حيلة له فيه. وفي مجالها يتوجه إلى ربه يطلب العفو والسماح. وليس هو التبجح ـ إذاً ـ بالخطيئة أو الإعراض عن الأمر أو التعالي عن الطاعة والتسليم أو الزيغ عن عمد وقصد.. ليس في شيء من هذا يكون حال المؤمـن مع ربـه، وليـس في شـيء مـن هـذا يطـمع فـي عفـوه أو سماحته إلا أن يتوب ويرجع إلى الله وينيب، وقد استجاب الله لدعاء عباده المؤمنين)(6). ثانياً: عدم المؤاخذة بالخطأ والنسيان: عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إن الله تجاوز لي عن أمتي الخطأ والنِّسيان وما استُكرهوا عليه»(7). والأظهر ـ والله أعلم ـ أن النَّاسي والمخطئ إنما عُفي عنهما بمعنى رفع الإثم عنهما؛ لأن الأمر مرتَّب على المقاصد والنيات، والنَّاسي والمخطئ لا قصد لهما فلا إثم عليهما. وأما رفع الأحكام عنهما فليس مراداً من هذه النصوص، فيحتاج في ثبوتها ونفيها إلى دليل آخر(8). الإسلام – القرآن والتفسير
IslamQT.Com
==============
الكاتب: أ./ توفيق على مراد (1) لسان العرب، (مج 15/322). (2) مفردات ألفاظ القرآن، الأصفهاني، (804). (3) جامع العلوم والحكم، ابن رجب، (ج 2/367). (4) لسان العرب، (مج 15/322). (1) الداء والدواء، (127 ـ 128) بتصرف يسير. (6) صحيح ابن حبان، ذكر وصف الخطباء الذين يتكلون على القول دون العمل، (53). (2) مختصر الطبري، (ج 1/22). (7) الظلال، (ج 1/62). (3) تفسير القرطبي: 1/366. (8) تفسير ابن كثير، (ج 1/88). (4) الظلال، (ج 1/62). (9) مختصر الطبري، (ج 1/330). (5) صحيح مسلم، باب: عقوبة من يأمر بالمعروف ولا يفعله، وينهى عن المنكر ويفعله، (2989). (10) تفسير الألوسي، (مج 5/323). (11) تفسير السعدي، (390). (1) الظلال، (ج 3/1673). (6) مختصر تفسير القرطبي، (ج 2/23). (2) ديوان وليد الأعظمي. (7) تفسير السعدي، (243). (3) الظلال، (ج 6/3531). (8) الظلال، سيد قطب، (ج 2/859). (4) الداء والدواء، ابن القيم، (90). (9) مختصر الطبري، (ج 1/266). (5) مختصر تفسير الطبري، (ج 1/192). (10) مختصر تفسير القرطبي، (ج3/248). (1) الطبري، (ج 1/234). (2) تفسير ابن كثير، (ج 3/163). (3) تفسير السعدي، (286). (4) تفسير الألوسي، (مج 14/228). (5) تفسير الألوسي، (مج 14/228). (6) الداء والدواء، ابن القيم، (90). (7) تفسير ابن كثير، (ج 3/324) بتصرف يسير. (8) تفسير ابن كثير، (ج 2/137). (9) المرجع السابق. (1) تفسير السعدي، (604). (2) الظلال، (ج 4/2354). (3) سبق الكلام عنه. (4) تفسير السعدي، (562). (5) القرطبي، (181). (6) التفسير الـمُيسر. (7) أخرجه الجماعة. (8) أخرجه البخاري ومسلم. (9) تفسير ابن كثير، (ج3/163). (10) السعدي، (552). (11) تفسير ابن كثير، (ج 3/83). (1) صحيح مسلم، باب: من فضائل أبي هريرة الدوسي رضي الله عنه، (2492). (2) الدوكاء: السكارى. (3) الطبري، (ج 1/92). (4) تفسير ابن كثير، (ج 1/350). (5) تفسير الألوسي، (ج 2/67). (6) الظلال، سيد قطب، (ج 1/339). (7) سنن البيهقي، كتاب: الخُلع والطلاق، باب: ما جاء في طلاق المكره، (14871). (8) جامع العلوم والحكم، ابن رجب، (ج2/367 ـ 369). ==================== مجلة البيان (العدد 222)
|