القول المختصر في منهج الشوكاني ت (1250هـ) * اسم المفسر: هو الإمام محمد بن علي بن محمد بن عبدالله الشوكاني ثم الصنعاني القاضي(1). * اسم الكتاب: فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير. * عقيدته: له رسالة أسماها "التحف في مذاهب السلف" ذم فيها أهل الكلام وطريقتهم في تقديم العقل على نصوص الكتاب والسنة ومدح مذهب السلف, ومما جاء فيها: ((ليس كمثله شيء فبها يستفاد نفي المماثلة في كل شيء، فيدفع بهذه الآية في وجه المجسمة وتعرف به الكلام عند وصفه سبحانه بالسمع والبصر، وعند ذكر السمع والبصر واليد والاستواء ونحو ذلك مما اشتمل عليه الكتاب والسنة, فتقرر بذلك الإثبات لتلك الصفات، لا على وجه المماثلة والمشابهة للمخلوقات, فيدفع به جانبي الإفراط والتفريط، وهما: المبالغة في الإثبات المفضية إلى التجسيم, والمبالغة في النفي المفضية إلى التعطيل, فيخرج من بين الجانبين وغلو الطرفين حقيقة مذهب السلف الصالح، وهو قولهم بإثبات ما أثبته لنفسه من الصفات على وجه لا يعلمه إلا هو، فإنه القائل (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)). وقد أثبت فيها الاستواء على مذهب السلف, لكنه في تفسيره أول بعض الصفات متابعاً للقرطبي وغيره, فأول صفة الغضب والاستهزاء والحياء والوجه والإتيان والمجيء والمحبة والنفس واليد والفوقية والعين, وأثبت رؤية المؤمنين له في الآخرة, ويرد في مواضع من كتابه على الزمخشري فيما خالف فيه أهل السنة والجماعة. * الوصف العام للتفسير: ذكر المؤلف في بداية تفسيره أن غالب المفسرين تفرقوا فريقين: الفريق الأول اقتصروا في تفاسيرهم على مجرد الرواية, والفريق الثاني جردوا أنظارهم إلى ما تقتضيه اللغة العربية وما تفيده العلوم الآلية, وأنه أراد جمع الأمرين ليحصل الكمال, فهو يقول: (( وبهذا تعرف أنه لا بد من الجمع بين الأمرين وعدم الاقتصار على مسك أحد الفريقين, وهذا هو المقصد الذي وطنت نفسي عليه, والمسلك الذي عزمت على سلوكه إن شاء الله مع تعرضي للترجيح بين التفاسير المتعارضة مهما أمكن واتضح لي وجهه, وأخذي من بيان المعنى العربي والإعرابي والبياني بأوفر نصيب, والحرص على إيراد ما ثبت من التفسير عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أو الصحابة أو التابعين أو تابعيهم أو الأئمة المعتبرين .. )). وقال: (( فهذا التفسير وإن كبر حجمه فقد كثر علمه, وتوفر من التحقيق قسمه, وأصاب غرض الحق سهمه, واشتمل على ما في كتب التفاسير من بدائع الفوائد, مع زوائد فوائد وقواعد شوارد .. )). ويتميز تفسيره أيضاً بالتحذير من البدع المضلة والعقائد المنحرفة والتقليد الأعمى, وقد لقي المؤلف بسبب ذلك إيذاءً وفتناً شتى رحمه الله تعالى. * موقفه من الأسانيد: وقد ذكر هو خطته في ذلك من: (( الحرص على إيراد ما ثبت من التفسير عن رسول الله أو الصحابة أو التابعين أو تابعيهم أو الأئمة المعتبرين, وقد أذكر ما في إسناده ضعف إما لكون ما في المقام يقويه أو لموافقته للمعنى العربي, وقد أذكر الحديث معزواً إلى راويه من غير بيان حال الإسناد؛ لأني أجده في الأصول التي نقلت عنها كذلك, كما يقع في تفسير ابن جرير والقرطبي وابن كثير والسيوطي وغيرهم, ويبعد كل البعد أن يعلموا في الحديث ضعفاً ولا يبينونه!! ولا ينبغي أن يقال فيما أطلقوه: إنهم قد علموا ثبوته, فإن من الجائز أن ينقلوه من دون كشف عن حال الإسناد, بل هذا هو الذي يغلب به الظن, لأنهم لو كشفوا عنه فثبتت عندهم صحته لم يتركوا بيان ذلك, كما يقع منهم كثيرا التصريح بالصحة أو الحسن, فمن وجد الأصول التي يروون عنها ويعزون ما في تفاسيرهم إليها فلينظر في أسانيدها موفقاً إن شاء الله )). وهو يتعقب أحياناً الروايات التي يذكرها ويبين حالها, لكن يؤخذ عليه أنه يذكر أحاديث ضعيفة وموضوعة في مواضع كثيرة ولا ينبه عليها, وهو ينقل من "الدر المنثور" للسيوطي كثيراً. * موقفه من الأحكام الفقهية: يذكر مذاهب العلماء الفقهية ( الأئمة الأربعة وغيرهم ) واختلافاتهم وأدلتهم, ويرجح ويستنبط, فهو إمام مضطلع مجتهد في الفقه, فقد ألف فيه مؤلفات, مثل: "نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار", و"السيل الجرار المتدفق على حدائق الأزهار", و"الدر البهية" وشرحها وغيرها. *موقفه من القراءات: يذكر القراءات السبع ويوجه المختلف منها, وهو قد بنى تفسيره على رواية "نافع المدني" ويذكر القراءات الشاذة. * موقفه من الإسرائيليات: قليل النقل للإسرائيليات, لكنه قد ينقل مضمون بعضها في تفسير الآيات. * موقفه من اللغة والنحو والشعر: يهتم باللغة كثيراً ويحتكم إلى أئمتها كالمبرد وأبي عبيدة والفراء وابن فارس وغيرهم, ويذكر وجوه الإعراب النحوية, ويستشهد كثيراً بالشواهد الشعرية.
IslamQT.Com
الإسلام – القرآن والتفسير
=================
|