الرقم سبعة (أول مرة وآخر مرة)
لقد ورد ذكر الرقم سبعة في القرآن الكريم لأول مرة في سورة البقرة في قوله تعالى : ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ [البقرة : 2/29] . وآخر مرة ورد ذكر هذا الرقم في القرآن في سورة النبأ من قوله تعالى : ﴿وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِدَاداً﴾ [النبأ : 78/12] .
والآن إلى الحقائق السباعية التالية حول هاتين الآيتين :
الحقيقة الأولى
عدد السور من سورة البقرة حيث ورد الرقم سبعة لأول مرة وحتى سورة النبأ حيث ورد الرقم سبعة لآخر مرة هو 77 سورة :
77 = 7 × 11
إن عدد الآيات من الآية الأولى حيث ورد الرقم 7 أول مرة وحتى الآية الأخيرة حيث ورد الرقم سبعة لآخر مرة ، أي من الآية [29 البقرة] وحتى الآية [12 النبأ] هو 5649 آية ، من مضاعفات السبعة أيضاً :
5649 = 7 × 807
الحقيقة الثانية
من بداية سورة البقرة وحتى نهاية سورة النبأ يوجد بالضبط 5705 آية وهذا العدد من مضاعفات السبعة أيضاً :
5705 = 7 × 815
إذن عدد السور جاء من مضاعفات السبعة ، وعدد الآيات جاء من مضاعفات السبعة أيضاً ، والحديث في الآيتين عن الرقم سبعة ! ! !
الحقيقة الثالثة
إن عدد الآيات التي تسبق الآية الأولى حيث ذكر الرقم سبعة لأول مرة يساوي 35 آية من مضاعفات السبعة . كذلك عدد الآيات التي تسبق الآية الأخيرة هو 5684 آية ، وهذا العدد من مضاعفات السبعة لمرتين !
الحقيقة الرابعة
إن عدد الآيات من بداية سورة البقرة وحتى الآية التي تسبق الآية الأولى حيث ورد الرقم سبعة لأول مرة هو 28 آية أي :
28 = 7 × 4
أما آخر مرة ورد هذا الرقم كما رأينا في سورة النبأ ، يوجد بعد هذه الآية لنهاية سورة النبأ 28 آية بالضبط أي 7 × 4 .
الحقيقة الخامسة
ما هوعدد الآيات من بداية القرآن وحتى نهاية سورة النبأ ؟ يوجد من بداية القرآن وحتى نهاية سورة النبأ حيث ذكر الرقم سبعة آخر مرة ، عدد الآيات هو 5712 وهذا العدد من مضاعفات السبعة :
5712 = 7 × 816
كما تجدر الإشارة إلى أن عدد حروف كلمة (البقرة) هو 6 حروف وعدد حروف كلمة (النبأ) هو 5 حروف وبصفِّ هذين الرقمين يتشكل العدد 56 من مضاعفات السبعة :
56 = 7 × 8
نلخص هذه الحقائق المذهلة :
الرقم 7 أول مرة . . . . . . . . . . . . الرقم 7 آخر مرة
عدد السور من السورة الأولى وحتى الأخيرة من مضاعفات الرقم 7
عدد الآيات من الآية الأولى وحتى الأخيرة من مضاعفات الرقم 7
عدد الآيات من بداية القرآن وحتى أول آية من مضاعفات الرقم 7
عدد الآيات من بداية القرآن وحتى آخر آية من مضاعفات الرقم 7
عدد الآيات من بداية السورة الأولى وحتى أول آية من مضاعفات 7
عدد الآيات من بداية السورة الأولى لنهاية الأخيرة من مضاعفات 7
وتأمل عزيزي القارئ : هل جاءت جميع التوافقات هذه مع الرقم سبعة بالمصادفة العمياء ؟ وهذا الإحكام نراه في كلمة من كلمات القرآن ، فكيف بنا لو أردنا أن نتدبَّر كلمات القرآن بكامله ؟
هل هذه مصـادفات ؟ !
المنطق العلمي يفرض بأن المصادفة لا يمكن أن تتكرر دائماً في كتاب واحد إلا إذا كان مؤلِّف هذا الكتاب قد رتّب كتابه بطريقة محددة . والتناسقات التي سنراها الآن مع الرقم سبعة تدل دلالة قاطعة على أن الله تبارك وتعالى قد رتّب كتابه بشكل يناسب هذا الرقم ، ليدلنا على أن هذا القرآن مُنزّل من خالق السماوات السبع سبحانه وتعالى .
وللرقم سبعة حضور في حياتنا وعباداتنا بشكل يضع هذا الرقم على قمة الأرقام بعد الرقم واحد الذي يعبِّر عن وحدانية الله تعالى ، فهو الواحد الأحد . وقد نعجب إذا علمنا بأن الرقم 1 هو الرقم الأكثر تكراراً في القرآن ويأتي بعده مباشرة الرقم 7 .
أجمل كلمة . . .
إنها كلمة ﴿اللــه﴾ . . . . جلَّ جلاله ! رتّبها ربّ العزة سبحانه في كتابه بشكل مُحكَم يقوم على الرقم سبعة أيضاً ، كدليل على أنه ربّ السماوات السبع .
فلوبحثنا عن أول آية ذُكر فيها اسم ﴿الله﴾ جلّ وعلا نجدها في أول آية من القرآن وهي : ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ [الفاتحة : 1/1] ، أما آخر آية ذُكر فيها هذا الاسم الكريم فنجدها في قوله تعالى : ﴿اللَّهُ الصَّمَدُ﴾ [الإخلاص : 112/2] .
وإلى هذه التوافقات مع الرقم سبعة :
عدد السور
إذا عددنا السور من سورة الفاتحة حيث وردت كلمة ﴿الله﴾ أول مرة ، وحتى سورة الإخلاص حيث وردت كلمة ﴿الله﴾ لآخر مرة ، لوجدنا 112 سورة ، وهذا العدد من مضاعفات السبعة :
112 = 7 × 16
عدد الآيات
ولوعددنا الآيات من الآية الأولى وحتى الأخيرة لوجدنا 6223 آية ، وهذا العدد من مضاعفات السبعة أيضاً ولمرتين للتأكيد على صدق هذا النظام المُحكم :
6223 = 7 × 7 × 127
عدد الحروف
ولوقمنا بعدّ حروف هاتين الآيتين مجتمعتين لوجدنا 28 حرفاً : من مضاعفات السبعة ! ! فعدد حروف : ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ هو 19 حرفاً ، وعدد حروف : ﴿اللَّهُ الصَّمَدُ﴾ هو 9 أحرف ، والمجموع :
19 + 9 = 28 = 7 × 4
عدد حروف اسم ﴿الله﴾
ولوقمنا بعدّ حروف اسم ﴿الله﴾ في الآيتين أي الألف واللام والهاء لوجدنا 14 حرفاً : من مضاعفات السبعة كذلك ! ! !
فعدد حروف الألف اللام والهاء في : ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ هو 8 أحرف ، وعدد حروف الألف واللام والهاء في : ﴿اللَّهُ الصَّمَدُ﴾ هو 6 أحرف ، والمجموع :
8 + 6 = 14 = 7 × 2
والسؤال : هل يمكن للمصادفة أن تصنع مثل هذا النظام المحكم لاسم ﴿الله﴾ في أول آية وآخر آية تتحدث عن الله ؟ أم أن الله تعالى بعلمه وحكمته أراد لهذا الكتاب العظيم أن يكون متناسقاً في كل شيء ؟
ولوذهبنا نتتبع دلالات هذا الرقم نكاد لا نحصيها ، وسوف نرى تفاصيل هذه المعجزة في الفصول التالية . ويكفي أن نقول : إن وجود معجزة قرآنية تقوم على الرقم 7 هودليل كبير على أن هذا القرآن هوكلام خالق السماوات السبع سبحانه وتعالى .
ما هو النظام الرقمي ؟
كل شيء في هذا الكون يسير بنظام مُحكَم, وأفضل ما يعبّر عن حقيقة هذا النظام هي لغة الأرقام, لذلك استطاع العلم الحديث أن يعبِّر عن حركة الشمس والقمر والمسافات بين المجرات وغيرها باستخدام الأرقام . وهكذا نستطيع أن نعرف اليوم بدقة متناهية متى سيحدث كسوف الشمس مثلاً بعد مئات السنوات ! إذن الشمس والقمر يسبحان في هذا الكون وفق نظام محكم يمكن للغة الأرقام أن تصِفَ هذا النظام سواءً في الماضي أو في المستقبل .
والآن نأتي إلى كلام الله سبحانه وتعالى ونسأل : كيف انتظمت أحرف هذا القرآن ؟ إن كلام الله لا يشبه كلام البشر , لذلك لغة الأرقام سوف نستخدمها في هذا البحث لنعبر بها عن دقَّة نَظْم كلمات القرآن لنستنتج أن كل شيء في هذا القرآن يسير بنظام دقيق . إذن :
كلمات القرآن رتّبها الله بنظام رقمي مُعجز ليؤكد لنا أننا إذا تدبرنا هذا القرآن سوف نكتشف أنه كتابٌ مُحكَم , وأننا سوف نجد البراهين الثابتة على أنه لو كان هذا القرآن قولَ بشرٍ لرأينا فيه التناقضات والاختلافات .
بعدما رأينا بعضاً من دلالات الرقم سبعة في الكون والحياة والقرآن يمكن القول : إن الله عزَّ وجلَّ كما نظم الكون على الرقم سبعة ، كذلك نظم القرآن على الرقم سبعة ، وهذا ما سنجده بالفعل من خلال الفقرات القادمة .
الإسلام – القرآن والتفسير
IslamQT.Com
=============
بقلم المهندس عبد الدائم الكحيل
موسوعة الإعجاز الرقمي في القرآن الكريم
|