تاریخ چاپ :

2024 Nov 23

IslamQT.Com 

لینک مشاهده :  

عـنوان    :       

هل تأملت طعامك من خلال هذه الآيات ..؟؟

هل تأملت طعامك من خلال هذه الآيات ..؟؟

قال عليه الصلاة والسلام : إن مطعم بن آدم ضُرب للدنيا مثلا بما خرج من بن آدم ، وإن قزحه وملحه ، فانظر ما يصير إليه . رواه أحمد وغيره .

هل تأملت طعامك من خلال هذه الآيات ..؟؟

قال الله عز وجل : ﴿ فلينظر الإنسان إلى طعامه ﴾ كيف كان مبتدؤه ؟

﴿ أنا صببنا الماء صبا ﴾ من المزن ، وهي السحاب ، ثم اختزنته الأرض في بطنها على هيئة مستودعات يُستخرج منه بقدر الحاجة ، أو جرى على ظهرها على هيئة أنهار وعيون .

ثم تأمل ﴿ أفرأيتم الماء الذي تشربون * أأنتم أنزلتموه من المُزن أم نحن المُنزلون ﴾

ثم تأمل منّـة الله على البشرية عموما ﴿ لو نشاء جعلناه ﴾ الآن ﴿ أجاجا ﴾ مالحا غير صالح للشرب ﴿ فلولا تشكرون ﴾ .

﴿ ثم شققنا الأرض شقا ﴾ فلو كانت صلبة لم تُنبت ، فهل استشعرت المِـنّـة في ذلك ﴿ أفرأيتم ما تحرثون * أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون * لو نشاء لجعلناه ﴾ بعد استواءه ﴿ حطاما فظلتم تفكهون ﴾ ووقوعه بعد استواءه أشد حسرة ، وأعظم ندامة .

﴿ فأنبتنا فيها حبا ﴾ فهو سبحانه وحده الذي يُنبت الأشياء ، فهل تأملت ﴿ أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون ﴾ .

﴿ وعنبا وقضبا * وزيتونا ونخلا * وحدائق غلبا * وفاكهة وأبا ﴾

وهذا من فضل الله عليك أن جعل البقعة الواحدة من الأرض تُنبت الأنواع المتعددة ، كما في قوله تعالى ﴿ وفي الأرض قطع متجاورات وجنات من أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان يسقى بماء واحد ونفضّـل بعضها على بعض في الأكل إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون ﴾

فهي تنبت الأنواع المتعددة متاعا للناس وللأنعام .

فسبحان من جعل النباتات ترد موردا واحدا من الماء ، وتصدر مصادر شتّى في الثمار وما يجنى منها .

فذلك حلو، وآخر حامض ، وثالث مر ، ورابع نافع ، وخامس ضار ، وهكذا ...

فسبحان من هذا صُـنعه .

﴿ هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه ﴾

والسؤال :

هل جلست يوما على مائدة طعامك ثم تأملت تلك الآيات من سورة ﴿ عبس ﴾ فرأيت كيف كان طعامك ؟ ثم ماذا أصبح ؟

وكم يد سخّرها الله لك حتى وصلك الطعام بهذا الشكل وبتلك الحلّة القشيبة .

انظر إلى دورة الحياة في طعامك .

تأمل – على سبيل المثال – هذا الخبز الذي لا يستغني عنه الناس .

كان حبَّـاً في الدكان ثم اشتراه الفلاّح فرماه في الأرض بعد أن شقها ووضع فيها ما يحتاجه من أسمدة ثم تعاهده بالسقي فلما استوى على ساقه جلب من يحصده ، ثم دُرِس فخرج الحب من السنابل ، ثم جمعه فباعه ، فاشتراه الخباز ثم طحنه الطحان ، ثم تولى الخباز مرة أخرى معالجة النار وتولّي حرّها ، ثم أخرجه بهذه الأشكال ، فأتيت به إلى بيتك سهلا ميسّرا ، ووضعته على سفرة طعامك ، ثم أكلته هنيئا مريئا .

وخذ مثالا آخر على اللحم الذي تأكله بشكل يومي ، تأمل تلك الدابة الصغيرة شربت من لبن أمها ثم أكلت من نبات الأرض ثم ذُبحت فقطعت فجيء بها إليك .

فهل تأملت ماذا أكلت ؟

وعلى أي شيء عاشت ؟

وماذا خلّفت ؟

إن ما تخلفه البهائم أو الدواجن يُعاد إلى الأرض فيستخدم كأسمدة وأغذية للنباتات التي تعود مرة أخرى لتكون طعاما سائغا لبني آدم .

وهكذا اللَّـبَن فإنه يخرج من بين فرث ودمٍ لبنا خالصا سائغا للشاربين .

ثم تأمل ما ضربه رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلا للدنيا .

قال عليه الصلاة والسلام : إن مطعم بن آدم ضُرب للدنيا مثلا بما خرج من بن آدم ، وإن قزحه وملحه ، فانظر ما يصير إليه . رواه أحمد وغيره .

ومعنى قَـزَحـه : يعني أكثر فيه التوابل والإبزار .

وملحه : أي جعل فيه الملح .

هكذا هي الحياة الدنيا .

   الإسلامالقرآن والتفسير

   IslamQT.Com  

=================

 

 

نقلا من موقع صيد الفوائد.

فضيلة الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم.