تاریخ چاپ :

2024 Nov 23

IslamQT.Com 

لینک مشاهده :  

عـنوان    :       

أبيّ بن كعب (شيخ مدرسة المدينة)

أبيّ بن كعب (شيخ مدرسة المدينة)

ترجمته:
       
هو أبو المنذر ، أو أبو الطفيل ، أبي بن كعب بن قيس ، الأنصاري الخزرجي ، شهد العقبة وبدرا ، وهو أول من كتب لرسول الله صلي الله عليه وسلم مقدمه المدينة ، وقد أثني عليه عمر رضي الله عنه فقال " أبي سيد المسلمين " وقد اختلف في وفاته على أقوال كثيرة ، والأكثر على أنه مات في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
       
مبلغه من العلم : كان أبي بن كعب سيد القراء ، وأحد كتاب الوحي لرسول الله صلي الله عليه وسلم ، وقد قال فيه صلي الله عليه وسلم : " وأقرؤهم أبي بن كعب " ، وليس أدل على جودة حفظه لكتاب الله تعالي من قراءة النبي صلي الله عليه وسلم ، فقد أخرج الترمذي بسنده إلى أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال : " إن النبي صلي الله عليه وسلم قال لأبي بن كعب : إن الله أمرني أن أقرأ عليك " لم يكن الذين كفروا " قال : آلله سماني لك ؟ قال : نعم ، فجعل أبي يبكي " وفي رواية أنه قيل لأبي : وفرحت بذلك ؟ قال : وما يمنعني وهو يقول " قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون " [ الآية 58 من سورة يونس ] ، وروي الشعبي عن مسروق قال " كان أصحاب القضاء من أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم ستة : عمر ، وعل ، وعبد الله ، وأبي ، وزيد ، وأبو موسي" [ انظر أسد الغابة ج1 ص 49 ـ 51 ].

       
مكانته في التفسير : كان أبي بن كعب من أعلم الصحابة بكتاب الله تعالي ، ولعل من أهم عوامل معرفته بمعاني كتاب الله ، هو أنه كان حبرا من أحبار اليهود ، العارفين بأسرار الكتب القديمة وما ورد فيها ، وكونه من كتاب الوحي لرسول الله صلي الله عليه وسلم ، وهذا بالضرورة يجعله على مبلغ عظيم من العلم بأسباب النزول ومواضعه ، ومقدم القرآن ومؤخره . وناسخه ومنسوخه ، ثم لا يعقل بعد ذلك أن تمر عليه آية من القرآن يشكل معناها عليه دون أن يسأل عنها رسول الله صلي الله عليه وسلم ، لهذا كله عد أبي بن كعب من المكثرين في التفسير ، الذين يعتد بما صح عنهم، ويعول على تفسيرهم .

الرواية عنه في التفسير ومبلغها من الصحة : ـ

       
كثرت الرواية عن أبي بن كعب في التفسير وتعددت طرقها ، وتتبع العلماء هذه الطرق بالنقد ، فعدلوا وجرحوا ؛ لأنه كغيره من الصحابة لم يسلم من الوضع عليه ـ وهذه هي أشهر الطرق عنه .

       
أولا : طريق أبو جعفر الرازي ، عن الربيع بن أنس ، عن أبي العالية ، عن أبي رضي الله عنه. وهذه طريق صحيحة ،وقد ورد عن أبي ، نسخة كبيرة في التفسير ، يرويها أبو جعفر الرازي بهذا الإسناد إلى أبي ، وقد خرج ابن جرير وابن أبي حاتم منها كثيرا ، وأخرج الحاكم منها أيضا في مستدركه ، والإمام أحمد في مسنده .

       
ثانيا : طريق وكيع عن سفيان ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن الطفيل بن أبي بن كعب، عن أبيه ، وهذه يخرج منها الإمام أحمد في مسنده ، وهي على شرط الحسن ؛ لأن عبد الله بن محمد بن عقيل وإن كان صدوقا تكلم فيه من جهة حفظه ، قال الترمذي في سننه : " عبد الله بن محمد بن عقيل ، هو صدوق وقد تكلم فيه بعض أهل العلم من قبل حفظه ، وسمعت محمد بن إسماعيل يقول : كان أحمد بن حنبل ، وإسحق بن ابراهيم ، والحميدي ، يحتجون بحديث عبد الله بن محمد بن عقيل قال محمد ـ يعني البخاري ـ وهو مقارب الحديث ، ونص الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد على أن حديثه حسن (1).

الإسلامالقرآن والتفسير

IslamQT.Com

==============


1- د/ محمد حسين الذهبي - التفسير والمفسرون - 1/114.