آداب المفسر
1 - حسن النية وصحة المقصد ـ فإنما الأعمال بالنيات ، والعلوم الشرعة أولي بأن يكون هدف صاحبها منها الخير العام ، وإسداء المعروف لصالح الإسلام ، وأن يتطهر من أعراض الدنا ليسدد الله خطاه ، والانتفاع بالعلم ثمرة الإخلاص فيه . 2ـ حسن الخلق : فالمفسر في موقف المؤدب ، ولا تبلغ الآداب مبلغها في النفس إلا إذا كان المؤدب مثالا يحتذي في الخلق والفضيلة ، والكلمة النابية قد تصرف الطالب عن الاستفادة مما يسمع أو يقرأ وتقطع عله مجري تفكيره . 3ـ الامتثال والعمل : فإن العلم يجد قبولا من العاملين أضعاف ما يجد من سمو معارفه ودقة مباحثه ـ وحسن السيرة يجعل المفسر قدوة حسنة لما يقرره من مسائل الدين ، وكثيرا ما يصد الناس عن تلقي العلم من بحر زاخر في المعرفة لسوء سلوكه وعدم تطبيقه. 4ـ تحري الصدق والضبط في النقل : فلا يتكلم أو يكتب إلا عن تثبت لما يرويه حتى يكون في مأمن من التصحيف واللحن. 5ـ التواضع ولين الجانب : فالصلف العلمي حاجز حصين يحول بين العالم والانتفاع بعلمه. 6ـ عزة النفس : فمن حق العالم أن يترفع عن سفاسف الأمور ، ولا يغشي أعتاب الجاه والسلطان كالسائل المتكفف. 7ـ الجهر بالحق : فأفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر 8ـ حسن السمت : الذي يكسب المفسر هيبة ووقاراً في مظهره العام وجلوسه ووقوفه ومشيته دون تكلف . 9ـ الأناة والروية : فلا يسرد الكلام سرداً بل يفصله ويبين عن مخارج حروفه . 1.ـ تقديم من هو أولي منه : فلا يتصدى للتفسير بحضرتهم وهم أحياء ، ولا يغمطهم حقهم بعد الممات ، بل يرشد إلى الأخذ عنهم وقراءة كتبهم . 11ـ حسن الإعداد وطريقة الأداء : كأن يبدأ بذكر سبب النزول ـ ثم معاني المفردات وشرح التراكيب وبيان وجوه البلاغة والإعراب الذي يتوقف عليه تحديد المعنى ، ثم يبين المعنى العام ويصله بالحياة العامة التي يعيشها الناس في عصره ، ثم يأتي إلى الاستنباط والأحكام. أما ذكر المناسبة والربط بين الآيات أولا وآخرا فذلك حسب ما يقتضيه النظم والسياق(1). الإسلام – القرآن والتفسير
IslamQT.Com
==============
1- مناع القطان - مباحث في علوم القرآن - ص329 وما بعدها.
|