إن للتفسير الموضوعي ـ كما تبين ـ منهجاً خاصاً، لا يشاركه فيه منهج آخر، وبعد وضوح هذا المنهج، ومعرفة بواعث الاهتمام بهذا النوع من التفسير. نقول: بعد ذلك، ما تظن أحد يماري في فائدة هذا المنهج وجدواه، واستقلاله من حيث الطريقة والغرض، في إعانة سالكه إلى طريق الصواب في فهم الموضوع الذي يعالجه، دون ما عداه من المناهج الأخرى للتفسير. فضلاً عن أن: قوام هذا المنهج، هو تفسير القرآن بالقرآن ـ ما أمكن ذلك ـ وهو أحسن طرق التفسير بلا جدال. يقول الحافظ "ابن كثير" في تفسيره: فإن قال قائل: ما هي أحسن طرق التفسير؟ فالجواب: إن أصح الطرق في ذلك، أن يفسر القرآن بالقرآن، فما أجمل منه في مكان، فإنه قد بسط في موضع آخر .. الخ( 1). ويقول الإمام السيوطي في "معرفة شروط المفسر وآدابه": قال العلماء: من أراد تفسير الكتاب العزيز، طلبه أولاً من القرآن، فما أجمل منه في مكان، فقد فسر في موضع آخر، وما اختصر في مكان، فقد بسط في موضع آخر( 2). ولهذا نجد ـ كما يقول الدكتور أحمد مهنا ـ كثيراً من الباحثين في السنين الأخيرة يكتب في التفسير الموضوعي، ملتزماً هذا المنهج، وأيضاً: نجد الأبحاث تقرب من ساحته يوماً بعد يوم( 3). وهذا المنهج ـ دون بقية المناهج ـ هو الطريقة المثلى ـ كما يقول للشيخ شلتوت ـ خصوصاً في التفسير، الذي يراد إذاعته على الناس، بقصد إرشادهم إلى ما تضمنه القرآن من أنواع الهداية، وإلى أن موضوعات القرآن، ليست نظريات بحته، يشتغل بها الناس، من غير أن يكون لها مثل واقعية، فيما يحدث للأفراد والجماعات من القضايا، وما يتصل بحياتهم من شئون( 4). الإسلام – القرآن والتفسير
IslamQT.Com
============== ( 1) ابن كثير: تفسير القرآن. ( 2) السيوطي: الإتقان4/200. ( 3) دكتور مهنا: المرجع السابق ص21. ( 4) الشيخ شلتوت: من هدى القرآن ص 323. د/عبدالحى الفرماوى (البداية فى التفسير الموضوعى)
|