|
تاریخ چاپ : |
2024 Nov 23 |
IslamQT.Com |
لینک مشاهده : |
عـنوان : |
حديث القرآن عن القرآن (13) |
حديث القرآن عن القرآن (13)
ومن حديث القرآن عن القرآن ما جاء في قوله تعالى في سورة آل عمران : ﴿ الم (1) اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (2) نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْأِنْجِيلَ (3) مِنْ قَبْلُ هُدىً لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ ﴾ (سورة آل عمران : 2 ـ3 ) وقد تحدثنا عن هذه الآيات من قبل، وقلنا إنها حديث عمن نزّل الكتاب، ومن نُزّل عليه، وعن وصف هذا الكتاب، وما يدعو إليه . وفي ذلك ما يثير الخشية، ويدعو إلى صدق الإخلاص وحسن التقبل؛ لأن الذي نزل الكتاب هو الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم، كما أنه نزل التوراة والإنجيل من قبل . وهذا الكتاب الذي نزله الله عليك بالحق ﴿ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ ﴾ من التوراة والإنجيل، وكلها تستهدف غاية واحدة ﴿ هُدىً لِلنَّاسِ ﴾ وهذا الكتاب ﴿فرقان﴾ بين الحق الذي تضمنته الكتب المنزلة، والانحرافات والشبهات التي لحقت بها بفعل الأهواء والشهوات . فلا وجه للتكذيب أو الإعراض من أهل الكتاب، والقرآن مصدق لما بين يديه من الكتاب، وقد نزّله من أرسل الرسل، وأنزل الكتاب الله لا إله إلا هو الحي القيوم . وفي قوله ﴿ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ ﴾ دلالة على هيمنته ومكانته، وأنه الشاهد على ما جاء فيها، المؤتمن على حقيقتها، ودفع الشبه عنها ﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ ﴾ ( المائدة48 ) فلم يبق بعد نزوله سبيل لادعاء على رسل الله أو تقول عليهم . وهذا الكتاب فرقان واضح مبين، يفرق بين الحق والباطل، والحلال والحرام، والظلمات والنور . ﴿ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ ﴾ وتلك مهمة الكتاب المهيمن والرسول الخاتَم . مهمة الكتاب بيان ما كان عليه الرسل جميعا، وأنهم بعثوا بدين واحد هو الإسلام ﴿ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْأِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ ( آل عمران 85 ) ومهمة الرسول الخاتم أن يبلغ ما أنزل إليه من ربه، وأن يخاطب الناس جميعا في يقين وثقة ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (158) ﴾ ( سورة الأعراف : 158 ) فمن أبي إلا الإعراض والجحود من أهل الكتاب، أو من غيرهم فهذا هو الوعيد ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بآيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (4) ﴾ ( آل عمران : 4 ) وفي صدد الوعيد بالعذاب الشديد، يؤكد لهم علم الله الذي لا يندّ عنه شئ، فلا خفاء عليه ولا إفلات منه ﴿ إِنَّ اللَّهَ لا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ ﴾ ( سورة آل عمران : 5 ) فلا يمكن ستر النوايا عليه، ولا إخفاء الكيد عنه، ولا يمكن كذلك التفلت من الجزاء والتهرب منه ﴿ يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ ﴾ ( سورة النور : 25 ) وفي ذلك بلاغ للناس جميعا ليعرفوا حقيقة الرسالة والرسول، وليتقوا الله في أنفسهم، وفيما ينسبونه إلى الأنبياء، فإن حفظ « الفرقان والذكر» حفظ للرسالة وفي هيمنته صون للأمانة التي بعث بها الرسل، وصدقوا جميعاً في تبليغها، والتمسك بها، وفي « حفظ الذكر »شهادة على أولئك الذين يريدون أن يفرقوا بين الله ورسله، ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض . ﴿ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ ﴾ ( سورة البقرة : 285 ) ذاك هو الإيمان الذي يدعو إليه هذا الكتاب، والذي دعا إليه الرسل جميعاً . والكل مسئول عما بُلِّغ به وما دُعي إليه ﴿ فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ (6) فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبِينَ (7) ﴾ ( سورة الأعراف : 6 ـ7 ) وذاك ما يوحي به حديث القرآن عن القرآن في هذه الآيات ﴿ الم (1) اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (2) نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْأِنْجِيلَ (3) مِنْ قَبْلُ هُدىً لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الْفُرْقَانَ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بآيَاتِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (4) إِنَّ اللَّهَ لا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ (5) ﴾. الإسلام – القرآن والتفسير ============= فضيلة الشيخ / د.محمد الراوي
|