تاریخ چاپ :

2024 Nov 23

IslamQT.Com 

لینک مشاهده :  

عـنوان    :       

﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَفِظُونَ﴾

وإنا له لحافظون

إن دراسة آيات القرآن الـ 6236 مهمَّة صعبة وطويلة وتحتاج لمئات الأبحاث العلمية ، ولكن يكفي أن ندرك شيئاً من إعجاز الله في آياته من خلال بعض الآيات ذات الدلالة العظيمة مثل آية حفظ القرآن ، والتي تعهد فيها الله تعالى بحفظ كتابه الذي سماه بالذكر وقال : ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَفِظُونَ﴾ [الحجر : 15/9] .

وسوف نرى في كل آية من هذه الآيات معجزة رقمية مبهرة ، ونؤكد بأن جميع آيات القرآن معجزة من الناحية اللغوية والعلمية والرقمية ، وهنالك من وجوه الإعجاز ما لا يعلمه إلا الله تعالى . في هذه الآية تناسقات مذهلة مع الرقم سبعة الذي يمثل أساس بناء القرآن الكريم . وسوف نرى توافقات عجيبة وعجيبة جداً مع هذا الرقم ، إن هذه الأنظمة الرقمية سوف تختل وتنهار لو تغير حرف واحد في الآية ، حتى في طريقة كتابتها .

فمثلاً كلمة (لحافظون) كُتبت في القرآن من دون ألف هكذا ﴿لحفظون﴾  وهذه الألف لو أُضيفت لاختل البناء الرقمي للآية ، فتأمل دقة كلام الله تعالى ودقة كل حرف من حروف كتابه !

قبل أن ندخل في رحاب هذه الآية نود أن نشير إلى أن واو العطف تعتبر كلمة مستقلة عما قبلها وما بعدها في أبحاث الإعجاز الرقمي ، وذلك لأنها تكتب بشكل منفصل عما قبلها وما بعدها .

ارتباط أول كلمة وآخر كلمة

في هذه الآية الكريمة أول كلمة هي ﴿إِنَّا﴾ وآخر كلمة هي ﴿لَحَفِظُونَ﴾ لنكتب عدد حروف كل كلمة :

إِنَّا     نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ      لَحَفِظُونَ

3                                           6

إن العدد الذي يمثل حروف أول كلمة وحروف آخر كلمة هو 63 من مضاعفات الرقم سبعة ، فهو يساوي سبعة في تسعة:

63 = 7 × 9

والرقم 9 الناتج هو رقم هذه الآية في القرآن الكريم ! فتأمل هذا التوافق مع الرقمين 9 و 7 وجداءهما 63 وهو عمر الرسول صلى الله عليه وسلم.

توزع أول حرف

أول حرف في هذه الآية هو الألف وآخر حرف فيها هو النون ، وسوف نرى كيف تتوزع الكلمات التي تحتوي على هذين الحرفين بنظام بديع يقوم على الرقم سبعة .

نكتب الآية وتحت كل كلمة رقماً حسب القاعدة التالية :

الرقم  1  للكلمة التي تحوي حرف الألف .

الرقم  0  للكلمة التي لا تحتوي على هذا الحرف .

إِنَّا    نَحْنُ     نَزَّلْنَا   الذِّكْرَ    وَ    إِنَّا    لَهُ    لَحَفِظُونَ

1      0        1        1    0    1      0      0

إن العدد الذي يمثل توزع الكلمات التي تحوي حرف الألف هو : 00101101 من مضاعفات الرقم سبعة :

101101 = 7 × 14443

توزع آخر حرف

ننتقل الآن إلى حرف النون ونكتب الآية من جديد وتحت كل كلمة رقماً حسب القاعدة السابقة ذاتها ولكن مع حرف النون :

الرقم 1 للكلمة التي تحوي حرف النون .

الرقم 0 للكلمة التي لا تحتوي على هذا الحرف .

إِنَّا    نَحْنُ     نَزَّلْنَا   الذِّكْرَ    وَ    إِنَّا    لَهُ    لَحَفِظُونَ

1      1        1     0       0    1    0        1

إن العدد الذي يمثل توزع الكلمات التي تحوي حرف النون هو 10100111 من مضاعفات الرقم سبعة أيضاً :

10100111 = 7 × 1442873

والنتيجة أن أول حرف في الآية يتوزع على كلمات الآية بنظام يتناسب مع الرقم سبعة ، وكذلك آخر حرف في الآية يتوزع على كلمات الآية بنظام يقوم على الرقم سبعة ! هل هذه مصادفة ؟

 

حروف الآية

إن عدد أحرف هذه الآية كما رُسمت في القرآن هو 28 حرفاً بعدد الحروف الأبجدية التي هي لغة القرآن وهذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة فهو يساوي 28= 7 × 4 . والعجيب حقاً هو الطريقة التي توزعت بها هذه الحروف في كلمات الآية . لنكتب هذه الآية وتحت كل كلمة عدد حروفها :

إِنَّا    نَحْنُ     نَزَّلْنَا   الذِّكْرَ    وَ    إِنَّا    لَهُ    لَحَفِظُونَ

3       3       5       5     1    3      2       6

إن العدد الذي يمثل حروف هذه الآية مصفوفاً هو : 62315533من مضاعفات الرقم سبعة :

62315533 = 7 × 8902219

وسبحان الله . . . آية تتحدث عن حفظ القرآن ، ويأتي مجموع حروفها 28 مساوياً لعدد حروف الهجاء في القرآن والذي هو من مضاعفات السبعة ، ويأتي مصفوف حروفها متناسباً مع الرقم سبعة ! ! ! فهل هذه مصادفة ؟

في هذه الآية ارتباط مذهل مع أول آية من كتاب الله تعالى ، وإلى بعض هذه التوافقات مع الرقم سبعة .

ارتباط مع أول آية من القرآن

سوف نرى ترتيباً مذهلاً لأرقام وكلمات هذه الآية وكيف ترتبط بشكل سباعي مع أول آية: ﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ﴾ [الفاتحة : 1/1] .

ارتباط أرقام الآيتين

 يرتبط رقم أول آية في القرآن وهو 1 مع رقم هذه الآية 9 :

أول آية من القرآن       آية حفظ القرآن

رقمها   1               رقمها    9

إذا قمنا بصفّ هذين الرقمين فسوف نحصل على الرقم 91 من مضاعفات السبعة :

91 = 7 × 13

ارتباط الكلمات

عدد كلمات آية البسملة 4 وعدد كلمات آية حفظ القرآن هو 8 :

أول آية من القرآن       آية حفظ القرآن

كلماتها  4              كلماتها   8

والعدد الناتج من صفّ هذين الرقمين والذي يمثل كلمات أول آية من القرآن وكلمات آية حفظ القرآن هو 84  ةهذا العدد من مضاعفات الرقم السبعة :

84 = 7 × 12

ارتباط رقم السورة ورقم الآية

رقم سورة الفاتحة هو 1 ورقم البسملة فيها 1 أيضاً ، ورقم سورة الحِجر حيث وردت آية حفظ القرآن هو 15 ورقم الآية 9 :

أول آية من القرآن                  آية حفظ القرآن

رقم السورة   رقم الآية          رقم السورة    رقم الآية

1               1                 15           9

لدى صفّ هذه الأرقام يتشكل لدينا عدد من مضاعفات السبعة :

91511 = 7 × 13073

ارتباط مع آيات القرآن

 عدد آيات القرآن الكريم 6236 آية ورقم هذه الآية 9  ، لنكتب هذين الرقمين :

 

عدد آيات القرآن       رقم آية حفظ القرآن

6236                     9

وعند صف الرقمين يتشكل العدد 96236 من مضاعفات السبعة مرتين:

96236 = 7 × 7 × 1964

والهدف من القسمة على سبعة مرتين هو للتأكيد من الله تعالى على حفظ كتابه المجيد .ولكي نبعد أي احتمال للمصادفة ندرس التناسب مع سور القرآن ، إذ أن المصادفة لا يمكن أن تتكرر بتمامها مع آيات القرآن ثم مع سور القرآن ويأتي العدد متناسباً مع العدد سبعة مرتين .

ارتباط مع سور القرآن

فعدد سور القرآن الكريم هو 114 ورقم هذه الآية هو 9 :

عدد سور القرآن            رقم آية حفظ القرآن

114                         9

وبصفّ الرقمين نجد العدد 9114 من مضاعفات السبعة مرتين أيضاً :

9114 = 7 × 7 × 186

 

وتأمل معي كيف جاءت الأعداد لتقبل القسمة على سبعة مرتين متتاليتين  وهكذا لو تغير رقم هذه الآية أو عدد السور أو الآيات لانهار هذا النظام الرقمي بالكامل ، وهذا دليل على أن ترقيم آيات القرآن هو أمر إلهي لا يجوز المساس به ولا يجوز تغييره .

 إن هذه المعادلات تدل على أن الله تعالى قد اختار لهذه الآية الرقم 9 ليدلنا على أنه قد حفظ كل سورة وكل آية في القرآن ، لذلك جاء رقم الآية مع آيات القرآن وسـوره متناسباً مع الرقم !

مع الحروف المميزة

الحروف المميزة في القرآن 14 حرفاً وهي في أوائل بعض السور ، والعجيب أن هذه الآية تحتوي على نصف هذا العدد أي سبعة أحرف مميزة وهي : (ا ، ن ، ح ، ل ، ك ، ر ، هـ) . العجيب أن هذه الحروف السبعة تتوزع بشكل يقوم على الرقم سبعة .

توزع الكلمات المميزة في الآية

في هذه الآية سبع كلمات تحتوي على أحرف مميزة ، لنكتب الآية وتحت كل كلمة رقماً حسب القاعدة الآتية :

الرقم 1 للكلمة التي تحوي حروفاً مميزة .

الرقم 0 للكلمة التي لا تحتوي على هذه الحروف .

إِنَّا    نَحْنُ     نَزَّلْنَا   الذِّكْرَ    وَ    إِنَّا    لَهُ    لَحَفِظُونَ

1       1      1       1      0    1     1       1

إن العدد الذي يمثل توزع الكلمات التي تحوي حروفاً مميزة  في الآية هو : 11101111  وهذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة ومجموع أرقامه هو سبعة :

11101111 = 7 × 1585873

وسبحان الله ! آية تتحدث عن حفظ القرآن فيها سبع كلمات مميزة ، وتحتوي على سبعة أحرف مميزة ، وقد توزعت هذه الكلمات السبع بنظام يقوم على الرقم سبعة ، وتوزعت الحروف المميزة السبعة بنظام يقوم على الرقم سبعة ، هل هذا العمل بمقدور البشر ؟

مزيد من العجائب

عندما نقوم بعد حروف الآية تراكمياً ، أي باستمرار نجد عدداً من مضاعفات السبعة أيضاً . لنكتب الآية وتحت كل كلمة عدد حروفها مع ما قبلها :

إِنَّا    نَحْنُ     نَزَّلْنَا    الذِّكْرَ      وَ     إِنَّا       لَهُ     لَحَفِظُونَ

3       6      11     16      17   20     22      28

العدد الذي يمثل حروف الآية تراكمياً هو : 28222017161163 ، يتألف هذا العدد من 14 مرتبة ، أي 7 × 2  ، ومجموع أرقام هذا العدد من مضاعفات السبعة :

3+6+1+1+6+1+7+1+0+2+2+2+8+2= 42=7×6

ومصفوف أرقام هذا العدد من مضاعفات السبعة :

28222017161163 = 7 × 4031716737309

وهكذا رحلة الإعجاز الرقمي في كتاب الله لا نهاية لها ، فالقرآن العظيم هو عبارة عن 6236 آية ، ويمكن القول وبثقة تامة:

إن كل آية من آياته تشكل بناء معجزاً للبشر ، فهو كتاب مُعجز كجملة واحدة ، ومعجزٌ بسُوَرِهِ ومُعجز بآياته ، ومُعجز بكلماته وحروفه .

والآن وبعدما رأينا بعضاً من ملامح البناء العددي لآيات القرآن الكريم ، وقبل رؤية المزيد من عجائب هذا القرآن ، لابدَّ من الاجابة عن سؤال مهم وهو : كيف يمكن للقلب أن يطمئن إلى نتائج أبحاث الإعجاز العددي في القرآن الكريم ؟

من خلال البحث الآتي سوف نحاول وضع الأسس والقواعد السليمة علمياً وشرعياً للبحث في هذا اللون من ألوان الإعجاز القرآني . هذه الأسس والقواعد هي بمثابة ضوابط لهذا العلم يجب على من يبحث فيه أن يلتزم بها ، وكذلك هي ضوابط يستطيع من خلالها القارئ أن يميز بين البحث الصحيح وغير الصحيح ، وهذه الضوابط تمكِّن القارئ من الحكم بنفسه على أي بحث في الإعجاز العددي بالقبول أو الرفض .

ويجب أن نتذكر دائماً بأن المؤمن الحريص على كتاب ربه يجب عليه أن يتحرى الحق أينما وُجد ، وألا يتسرَّع في قبول أي بحث قرآني تحت اسم (الإعجاز) قبل أن يتثبَّت ويتأكد من مصداقية النتائج الواردة فيه ، ليبنيَ عقيدتَه على أُسُس متينة ، وليكونَ إيمانُه قوياً وثقتُه بهذا القرآن كبيرة .

الإسلامالقرآن والتفسير

IslamQT.Com

=============

بقلم المهندس عبد الدائم الكحيل

موسوعة الإعجاز الرقمي في القرآن الكريم