تاریخ چاپ :

2024 Nov 23

IslamQT.Com 

لینک مشاهده :  

عـنوان    :       

إعجاز القرآن في علم الطب

إعجاز القرآن في علم الطب

 

(وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ) [المؤمنون: 12ـ14]

 

أساطير وخرافات كثيرة نُسجت حول عملية خلق الجنين في بطن أمه منذ آلاف السنين وحتى بداية القرن العشرين عندما جاء علم الأجنة ليضع القواعد والأسس الصحيحة لمراحل تطور الجنين والعمليات التي تحدث منذ دخول النطفة إلى البويضة وحتى خروجه مخلوقاً كاملاً. تبدأ الرحلة مع دخول النطفة الذكرية واختراقها جدار البويضة الأنثوية. وهكذا تبدأ مرحلة الحياة ورحلة التكاثر والانقسامات وتشكل المخلوق.

عندما تجتمع نطفة الرجل مع بويضة المرأة تبدآن بالتكاثر لتشكلان مجموعة ضخمة من الخلايا بعد أيام قليلة. هذه الخلايا تعلقُ في جدار الرحم وهذه هي المرحلة الثانية "مرحلة العلقة " وتبدأ هذه العلقة بالتغذي من جدار الرحم ليزداد حجمها ويكبر. ثم يزداد تكاثر هذه العلقة بشدة وبشكل متسارع حتى تشكل كتلة من الخلايا. بالتصوير الملوَّن لهذه الكتلة تظهر وكأنها قطعة لحم ممضوغة وعليها آثار مضغ الطعام! وهذه هي المرحلة الثالثة وهي "مرحلة المضغة ". وهذا الاسم هو الأدق علمياً.

الآن وبعد اكتمال هذه المضغة تبدأ العظام بالتخلُّق من داخل هذه المضغة وهنا بدايات تخلق الهيكل العظمي للجنين. وهذه هي المرحلة الرابعة " مرحلة العظام ".

ثم تأتي المرحلة الخامسة وهي "مرحلة اللحم" حيث يكسو الله تعالى بقدرته هذه العظام باللحم ويغلفها تغليفاً. إذن العظام تُخلق أولاً ثم تُكسى باللحم ثانياً.

والآن تأتي المرحلة السادسة والأخيرة وهي المرحلة التي يتميز بها الجنين ويأخذ معالمه الأساسية، وهي مرحلة "الخلق الآخر "، أي تشكل الملامح الخارجية للجنين.

هذه المراحل الستة يقررها علم الأجنة، بل إن هذا التقسيم لمراحل تطور الجنين متوافق تماماً مع العلم الحديث. وهو من افضل التقسيمات لمراحل خلق الإنسان في بطن أمه.

والآن نأتي إلى بلاغة وبيان القرآن وإعجازه الطبي، كيف يتحدث عن هذه المراحل؟

القرآن العظيم يضيف مرحلة سابعة هي ما قبل النطفة، وهي عندما كان الإنسان طيناً!

هذه المرحلة يهملها الطب الحديث ولكن عالم الغيب والشهادة‍‍‍ سبحانه وتعالى لا يغيب عنه شيء. لنقرأ هذه الآيات العظيمة عن مراحل خلق الإنسان كما يصورها لنا الله تبارك وتعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ) [المؤمنون: 12ـ14].

لقد ساد الاعتقاد لدى الأطباء حتى وقت ليس ببعيد، بأن اللحم يُخلق أولاً ثم تُخلق العظام. ولكن بعد أن تمكن العلماء من تصوير مراحل تشكل الجنين في بطن أمه وتسريع هذه العمليات بواسطة الكمبيوتر. لاحظوا شيئاً مهماً وهو أن العظام هي التي تُخلق ثم تكسى باللحم!

وفي هذا المقام نجد أن القرآن قد سبق العلماء قبل 14 قرناً للحديث عن هذا التسلسل لعملية الخلق، يقول تعالى: (فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْماً) [المؤمنون: 14].

 

إذن العظام أولاً ثم اللحم، وهذا الترتيب في مراحل الخلق هو ما تم إثباته حديثاً. وقد تم التقاط صور ملونة للجنين في مرحلة العظام وبدايات تشكل اللحم حولها. لذلك أصبحت هذه الحقيقة ثابتة علمياً.

إن هذه الصورة لم تُلتقط إلا منذ سنوات قليلة فقط، واستمر العلماء وقتاً طويلاً وتكبدوا نفقات باهظة حتى تمكنوا من التقاط صورة للجنين كهذه وهو في مرحلة العظام وبدايات تشكل اللحم حولها.

ولو لا أجهزة التصوير الحديثة ووسائل الجراحة المتطورة والكمبيوتر لم يتمكن العلماء من معرفة حقيقة الأمر، ونسأل كل من يشك بهذا القرآن: من الذي أخبر النبي الأمي صلى الله عليه وسلّم بسرٍ من أسرار الخلق منذ 1400 سنة؟

كما نعلم جميعاً تتم عملية إلقاح البويضة في جسم المرأة بواسطة مَنِيّ الرجل،وأثناء عملية الجماع يقذف الرجل كمية من السائل المنوي تحتوي بداخلها مئات الملايين من النطف. نطفة واحدة فقط هي التي تخترق جدار البويضة وتنفذ لداخلها، أما بقية الملايين من النطف فتموت، سبحان الله!

 كل نطفة من هذه النطاف هي بمثابة حيوان منوي قادر على الولوج إلى داخل البويضة الأنثوية لتشكيل مخلوق بشري، ولكن قدرة الله تعالى تقتضي أن يكون هنالك نطفة واحدة فقط هي التي ستؤدي إلى إنجاب الطفل.

وتأمل معي هذا البيان الإلهي الرائع عندما يحدد تبارك وتعالى خلق الإنسان من نطفة وليس كل المني. يقول الله تعالى: (أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَى) [القيامة:37].

قبل اختراع المجهر وتكبير السائل المنوي ورؤية ما بداخله من ملايين النطاف، لم يكن بالإمكان تخيل أن الإنسان يأتي من نطفة متناهية في الصِّغر، بل كان الاعتقاد السائد قديماً أن الجنين يتشكل من كل المني المقذوف.

 ولكن القرآن كتاب الله يعطينا الحقائق بدقة تامة فقد قرَّر أن الإنسان مخلوق من نطفة واحدة، وليس أكثر: (أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَى)؟

إن دقة التعابير الطبية القرآنية وتوافقها مع أحدث مكتشفات العلم ليدل دلالة قاطعة على أن الله تعالى هو الذي نزل القرآن وجعل فيه من المعجزات ما يزيد المؤمن إيماناً وتسليماً، وأما الذي لايؤمن بهذا الخالق العظيم، فعسى أن تكون هذه الحقائق العلمية وسيلة له يرى ويبصر من خلالها نور الحق والحقيقة.

والآن إلى إحدى الحقائق الطبية الحديثة التي تؤكد بأن تحديد نوع الذكر أو الأنثى يكون في نطفة الرجل وليس في بويضة المرأة.

يحتوي الحيوان المنوي (النطفة) على (23) من الصبغيات الوراثية في قلب نواته. الشيء نفسه ينطبق على بويضة المرأة التي تحوي(23) صبغياً.

الصبغي الذي يحدد نوع الجنين عند المرأة دائماً مؤنث، بينما الصبغي الذي يحدد نوع الجنين عند الرجل هو مذكر أو مؤنث أي يحتوي على الصفتين: الذكورة و الأنوثة. ماذا يعني هذا الأمر؟

إذا كانت المرأة لا تحمل إلا صفات الأنوثة، إذن الرجل الذي يحمل كلتا الصفتين هو الذي يحدد نوع الجنين ذكراً أم أنثى. فعندما تجتمع الصفة المؤنثة من بويضة المرأة مع الصفة المؤنثة من نطفة الرجل يكون المخلوق أنثى، لأن الأنثى لا تحمل إلا الصفة المؤنثة. بينما عندما تجتمع الصفة المذكرة من نطفة الرجل مع الصفة المؤنثة من بويضة المرأة فالناتج هو ذكر، لأن الذكر يحتوي على الصفتين الذكورة والأنوثة.

 

 إذن نطفة الرجل هي المسؤولة عن تحديد نوع الجنين. وهنا يتجلى معنى قول الله عز وجل مخاطباً الإنسان: (فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى) [القيامة: 39]. وتأمل معي كلمة (مِنْهُ) العائدة للرجل ولم يقل (منها)! إذن القرآن سبق علم الطب منذ أربعة عشر قرناً بكشف الحقائق العلمية،ألا تخشع قلوبنا أمام معجزة خلق الإنسان؟

لقد درس الطب الحديث خصائص جلد الإنسان وطبقاته وتطوره وعلاقة خلايا الجلد بمراكز الإحساس في الجسم.وقد بينت البحوث الحديثة أن مراكز الإحساس بالألم موجودة في الجلد وليس داخل الجسم! وإن أعظم أنواع الألم هو ألم الحروق، وهذا معروف طبياً. لأن حروق الجلد تعني استمرار تنبيه مراكز الإحساس بالألم بشكل دائم.

 لذلك نجد القرآن العظيم عندما يتحدث عن عذاب الله يوم القيامة، يصور لنا شدة ألم هؤلاء الذين كفروا بآيات الله ولم يؤمنوا بها، فسوف يكون جزاؤهم نار جهنم. يقول عز وجل: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَاراً كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَزِيزاً حَكِيماً) [النساء: 56].

وانظر معي إلى كلمة (لِيَذُوقُواْ) التي قررت أن مراكز الإحساس بالعذاب متوضعة في جلد الانسان. وأن هذا الجلد كلما نضج أبدله الله جلداً آخر. كما بينت البحوث أن الجلد المحترق تماماً يفقد صاحبه الإحساس بالألم لأنه يكون قد بدأ بمرحلة الموت، بينما إذا استمر نضوج الجلد وتبديله بجلدٍ آخر استمر العذاب وهذا أقسى أنواع العذاب يوم القيامة.

وهنا نوجه سؤالاً لكل من لا يقتنع بكتاب الله عز وجل: إذا كان القرآن كتاباً من صنع البشر فمن الذي أخبر محمداً صلى الله عليه وسلّم بهذه الحقائق الطبية الدقيقة؟

يعكف الباحثون حالياً على تصنيع جهاز لكشف الكذب عند الإنسان! ولكن كيف بدأت هذه الفكرة؟

حتى وقت قريب كان العلماء يظنون أن كشف الكذب عملية مستحيلة عند الإنسان، ولكن بعد الدراسة التي قام بها فريق من الأطباء تبين لهم أن مركز الكذب عند الإنسان يقع في ناصية الرأس (أي مقدمة الرأس). هذه المنطقة من الدماغ خلف الجبين تتركز فيها مجموعة من الخلايا مهمتها توجيه الإنسان نحو الصواب أو الخطأ. هذا المركز أشبه بالبوصلة في السفينة والتي تقوم بتوجيه السفينة بالاتجاه الصحيح أو الخاطئ حسب ظروف العمل.

إن ناصية الإنسان أو مقدمة رأسه تتركز فيها أية عملية كذب. لذلك من هنا جاء سعي العلماء إلى اختراع جهاز يمكن أن يستقبل الإشارات الواردة من هذا الجزء من الدماغ ويعالجها بواسطة الكمبيوتر والبرامج الخاصة، ويحدد نوع هذه الإشارات ومستوى الكذب في حديث الشخص.وقد يكون جهاز كهذا وسيلة ودليل يقام به الحجة على المجرمين كوسيلة جديدة في التحقيق معهم.

إن القرآن العظيم حدثنا عن مركز الكذب عند الإنسان بدقة تامة، يقول تعالى: (نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ) [العلق:16]. وهنا نتذكر حيرة العلماء في تفسير سرّ توجه الحيوانات والطيور وهجرتهم إلى أماكن بعيدة، وكيف يمكنهم معرفة الطريق.

إن هؤلاء العلماء لو قرءوا هذه الآية لوجدوا إجابات شافية عن تساؤلاتهم، لأن الله تعالى أودع في نواصي الحيوانات أجهزة دقيقة من ملايين الخلايا تعمل جميعها باستمرار لتوازن هذه الحيوانات وتوجهها لضمان استمرار حياتها.

 

 إن الله تعالى قد وصف ناصية الكافر بأنها (كاذبة خاطئة)، فالكذب يؤدي إلى الخطأ وقد ثبت أيضاً أن مقدمة الدماغ يكمن فيها مركز اتخاذ القرارات ويكون المريض عندها غير قادر على حل أي مشكلة تعترضه.

الإسلامالقرآن والتفسير

   IslamQT.Com

=============